-21-
-21-
حبيبتي : إن يسألونك عني
يوما، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
((... يحبني...يحبني كثيرا ))صغيرتي : إن عاتبوك يوما
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم: ((أنا قصصت شعري
((... لان من أحبه يحبه قصيرا
يوما، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
((... يحبني...يحبني كثيرا ))صغيرتي : إن عاتبوك يوما
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم: ((أنا قصصت شعري
((... لان من أحبه يحبه قصيرا
نزار قباني...
مضت عطلة نهاية الاسبوع سريعة كعادتها, واستطاعت سارة خلال يومين ان تقنع اخيها بأن ساره يجب ان تتزوج وتعيش حياتها, جائها في غرفتها يوم الجمعة ليلا وجلس معها في غرفتها وبينما كانت على مكتبها, جلس هو على سريرها.. وبدأ يحدثها عن زوجها ويسألها عن الشخصيه المجهولة “حنان” وقامت سارة بإختراع كافة التفاصيل حول حياة حنان وأخيها فيصل.. فهي قد جائت في دورة عمل من الرياض وان أخيها فيصل يعمل في الشرقيه في إحدى الشركات الصناعية.. استمر الحديث بين ساره واخيها طويلا فهو يقنعها ان لم يكن فيصل هو الشخص المناسب فهو سيبحث لها عن زوج غيره, ويذكرها برفضها لأحد اصدقائة الاعزاء على الرغم من معرفته الشخصية له.
إستطاعت سارة وخلال يومي الجمعة والسبت أن تقنع أخيها بموافقتها التامة بزواجها من أخ صديقتها حنان. كانت ساره تود أن تقابل فيصل يوم السبت لتخبره ان اخيها قد اقتنع بزواجها, وانه يرغب في ملاقاته قريبا ولكن أشغالها في البنك حالت بينها وبين الاتصال به. وفي يوم الاحد وبينما كانت سارة منهمكة في أعمالها رنّ جوالها وقد كان فيصل هو المتصل, ردت بسرعه وأخبرها بأنه لم يجد شخصا ليتناول وجبة الغداء معه فبعض اصدقائة قد إنتهوا من غدائهم في في إستراحة الغداء التي استغلها هو في نقل واجب من زميلة "ابو حيمد" والذي اصبح يتحاشاه بعدما قرر أن يرتبط بسارة والبعض الآخر يفضل القيلولة على الغداء. أخبر سارة عن كل هذه الأمور وسألها ما إذا كانت تود ان تكون رفيقته في الغداء...ضحكت هي وسألته عما إذا كان يستطيع تأخير وقت الغداء قليلا لأنها لن تستطيع الخروج في هذا الوقت ولديها الكثير من الاعمال وبكل تأكيد وافق وقال انه سينتظرها إلى العشاء لو أرادت...
خرجت من مبنى البنك وذهبا سويا إلى إحدى المطاعم ولما وصلا وجلسا مقابل بعضهما تفاجئ فيصل بشكل سارة!! وسألها بدهشة "شعرك...امممم اصبح قصيرا؟" ضحكت سارة وقالت "انا قصصت شعري ﻷن من أحبه يحبه قصيراً". اخبرته بأن اخيها يود لقائه وأخبرته بقصة الشخصية حنان واخبرته كافة التفاصيل عنها ثم قالت له إن حنان هي اختك وثم سألته عما اذا كان يستطيع الحضور غدا يوم الاثنين لمقابلة اخيها, ووافق هو على مضض, وقالت: إذا صديقتي رهف هي من سيلعب دور حنان وسوف تأتي غدا لنخرج سويا من البنك إلى بيتنا. أحس فيصل بالإرتباك نظرا لقرب الموعد وظهور شخصيتين جديدة في حياته, اخته الوهمية حنان, وأخ سارة الذي لايعرف كيف سيتعامل معه؟ طلبت منه أن يأتي ويأخذها من البنك برفقة صدقيتها رهف وبين قوسين حنان, ليتفقون في الطريق إلى منزل أخ سارة على كل التفاصيل..
تحدث مع رهف ولأول مره وتعرف عليها وتناشقا حول بعض الأمور واتفقوا على بعض التفاصيل الشخصية. دخلت ساره المنزل قبلهما, وبعد دقائق دقت رهف الجرس وقد كان اخ سارة مستعدا لإستقبالهما وفتح الباب ورحب بفيصل ودعاه وأخته للدخول, دخلت رهف وجلست مع دانه وسارة وبدأت تتبادل الأحاديث معهما, فشخصيتها المرحة والإجتماعية جعلت دانه تستمتع معها. فقالت دانه بينما كانت ساره في المطبخ "الصراحه أنني لم اسمع سارة تتحدث عنك كثيرا.. ولا أعلم من اسماء صديقاتها إلا رهف ونورة" ضحكت رهف(حنان) وقالت لها انها بسبب عملها في فرع آخر من فروع البنك يجعلها قليلة الاحتكاك بساره.
وفي مجلس الرجال, كان يجلس فيصل على الأريكة بطريقة رسمية ويتعذب في كل إلتفاته بسبب شماغه ولكي لايفسد شكله وترتيبه فهو قد أضاع ثلاث دقائق امام مرآة سيارته يرتب الشماغ. وكان يتبادل بعض الأحاديث مع أخ سارة ويخبره عن عملة وأشغالة كما كان فيصل قد إستعد لإجابة بعض الاسئلة المتعلقة بالعمل والوظيفة والراتب. استمتع فيصل بالحديث مع أخ سارة بعدما تغير محور الحديث عن العمل وأصبحا يتحدثان عن أحوال الناس والمستجدات وبعض الأنشطة الاقتصادية التي كان فيصل ملما ببعض جوانبها ﻷن ناصر يدرس اقتصاد وكان يقص على فيصل بعضا مما يدرسه ويربطها بأمثله على الواقع. وبعدما شعر فيصل أن أخ سارة لم يتطرق إلى الحديث عن سارة, تكلم فيصل عن رغبته في الزواج من سارة وشعر في ذلك الوقت بارتباك شديد ولكن ترحيب أخيها كان مريحا لإعصاب فيصل المشدودة ووعده بالموافقة القريبة واخبره بأنه سيتصل به قريبا, حالما يتفق هو واخته سارة على الزواج وأخذ رأيها بهدوء لكي لا يتكرر طلاقها للمرة الثانية. استأذن فيصل وخرج وخرجت رهف التي كان سواقها بإنتظارها خارج منزل اخ سارة وركبت مع السائق وركب فيصل في سيارته وذهب إلى الكورنيش, وجلس هناك يفكر في أكبر قرار قد إتخذه في حياته.
مرت ثلاث ايام ثم اتصل أخ سارة وقد اخبر فيصل بموافقته للزواج وانه متى ماكان فيصل مستعدا للزواج فليخبره لكي يتم عقد القران ضحك فيصل وفرح بالموافقه ثم قال "خير البر عاجله", واتفقا على يوم السبت. وبعدما اغلق السماعة من اخ ساره اتصل عليها واخبرها بأن عقد القران سيتم السبت فرحت هي بالخبر الذي قاله فيصل, ثم قالت له أنها ستحول له على رصيده مبلغ مالي لأجل ان يدفع المهر.واتفقا على موعد يوم السبت صباحا لترتيب كافة الامور.
مضت الايام, وبعد اتمام عقد القران لم يلتقي فيصل بساره, ولم يكن يجد وقتا مناسبا حتى للإتصال بها فكان يحاول ان ينسى او يتناسى انه متزوج على الورق من فتاة اسمها ساره كي يتمكن من ان يصب اهتمامه وجُلّ تركيزه على اختباراته. كان مشتاقا الى ذلك اليوم الذي سيأخذها إلى الشقة التي إستأجرتها ساره وبنفس كمية الشوق كان يشعر بالارتباك كلما تذكر انه قريبا سيحدث ذلك.
وبعدما انتهى من الاختبارات تم ترتيب الزواج بينه وبين اخيها بحيث ان يكون عائليا صغيرا ومبسطا حضرته رهف بشخصية حنان. وبعد يوم طويل وممتع اخذ معه زوجته ساره وذهبا الى شقتهما.