التضحية... الجزء الاول

-1-

العيون السوداء

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أجمل اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما
تتوالـدُ الأبعـادُ مـن أبعـاد
                       نزار قباني...


كان هو ووالدته واخوته يمشون في احد أسواق الخبر في يوم الاربعاء حيث يزدحم الناس... ويلهو الأطفال وتتسوق النساء وربما يضعن اوقات ازواجهن عن متابعة مباراة أو لعب كم صكة بلوت في الاستراحه!!
كان يلعب مع اخته الصغيره ذات الثلاثة سنوات التي قدمت هي وعائلته من الرياض وبينما كانوا في مدينة الألعاب وهو يضحك ويبتسم كلما ابتسمت تلك الصغيره والتي يشتاق إليها كلما ذهبوا إلى الرياض أو بالأحرى كلما تركهم عائدا من الرياض الى الخبر حيث يدرس...
وقعت عينه في عيني فتاة جالسة على احدى الكراسي...شعر بارتباك ثم التفت مغيرا نظرة الى لاشيء... لكنه لاحظ كم تحتوي تلك العينين على جمال لم يسبق له ان رأى مثله وربما يخيل له ذلك!! تكررت تلك النظره.... كان يتلفت لينظر إلى جمال عينيها فيلاحظ انها كانت تنظر إليه...وتتأمل فيه!! فتبعد نظرها عنه سريعا وهو يلتفت إلى مكان ابعد خجلا منها...لكي لاتلاحظ هي انه كان يريد النظر إليها...
كانت أجمل عيون قد رأها... عينان واسعتان... متلالئة كالنجوم... وسوداوتان كسقف الأرض في ليلة غاب عنها القمر...ذات رمشين كحيلين طويلين...ويظهر لون بشرتها القمحي ليزيد من جمال العينين جمالا... ويكسب تلك الواسعتان حدة...


انتهت اخته من اللعب...ثم ذهب هو وعائلته إلى منطقة المطاعم... وقد ترك صاحبة العيون الفاتنه والتي لم يستطع ان يتأملها الا بضعة نظرات شتاتا... وتركها وراءه...
وبينما كان يطلب من احد المطاعم جائت تلك الفتاة....التفت هو إلتفاته عفوية فوجدها تنظر إليه وكانت مع اخوها وزوجته...اقتنع وربما اقنع نفسه انها معجبة به... كما أعجب هو...ففي ذلك السوق يوجد العديد من الفتيات الفاتنات والواتي يحاولن ان يحصلن على بعض التسلية مع أحد الشبان... فيظهرن بعبايات تبدي أكثر مما تخفي...وتبرز محاسنهن ومفاتنهن... فلم يلتفت ولم يفكر في أي فتاة  -على الرغم من كثرتهن في ذلك السوق والواتي بمشيتهن وحراكتهن اللافته للأنتباه وكأنهن يقلن لكل من في السوق ((كحل عيونك!!))-... الا في تلك التي اسرته عند منطقة الألعاب بعبائتها البسيطه السوداء والتي لايظهر من خلالها الا عينيها الفاتنيتين ويديها الناعمتين...
 فكر في طريقة يستطيع من خلالها ان يتحدث إليها على الرغم من انه لم يفكر في مثل تلك الفكرة المتهورة من قبل وطرد الفكرة من رأسه فهو لم يصل إلى ذلك المستوى من الجرأه... أَخرج جواله ووضع عنوان بريده الالكتروني... ثم وضع في شاشة جوالة شعار البلوتوث... انتبهت هي لحركته الجريئه على الرغم من ارتباكه الواضح واحمرار وجهه... 
أخذت هي بدورها عنوان بريده الالكتروني...ولم يلاحظ هو انها قد اخرجت جوالها... وبقي هو يمني نفسه بذات العيون السود والحديث إليها... كان يقول لنفسه انها قد اعجبت بي كما اني معجب بها...وقد أخطأ من قال ان الحب من اول نظره بل هو من أول لمحة...ومن أول ما التقت العينان ثم افترقتا سريعا...


مر يوم الخميس مرورا طبيعيا... نوم حتى الظهر والدته اعدت (مكرونه باشاميل) الطبق المفضل لإبنها... انتهى الغداء وبعد المغرب الذهاب إلى السوق ثم العشاء عند الكورنيش الذي لايراه الا اذا جاء له زوار من أهل الرياض... باستثناء انه في كل فرصه تسمح له الدخول الى الماسنجر يبنتظر اضافه تلك الفتاة التي  لايزال يفكر بها وبنظراتها الساحره...


جاء يوم الجمعة ولم يظهر له في قائمة جهات الإتصال اي إضافه جديدة...وقد فقد الامل في التواصل مع تلك الفتاة...
ذهب بوالده واختيه واخيه الأصغر إلى محطة سكة الحديد... حيث رجعوا اهله إلى الرياض...


وعندما عاد الى شقته الصغيره والتي استأجرها مع اثنين من أصدقائة بعد ثلاثة ايام قضاها في احد الفنادق مع والدته واختيه واخيه ودخل ولم يجد احدا بالداخل جلس عند طاولة الطعام وأخذ تفاحه من السلة المليئه بأنواع الفواكة أمامه والتي اشتراها صديقه نواف لانه شخص تحول الى انسان نباتي بعدما تعرض لنوبة قلبيه بسبب تراكم كمية من الكوليسترول منخفض الكثافه (LDL) في شرايينه والذي تجاوزت نسبته لمئة وتسعين - في حين ان النسبة الطبيعية تتراوح بين 100 الى130 ملي جرام\ديسي ليتر.. نتيجه لعاداته الغذائيه السيئة والتي يتبعها اغلبية سكان عمائر شقق العزاب... حيث مطاعم التوصيل السريع... والمقليات واللحوم الحمراء والشحوم والنقانق والآيسكريم -وأشياء لاتعد ولاتحصى مخاطر التوقف عنها اكثر من ضررها على الصحه فقد يتعرض نصف العزاب للإنقراض بسبب الجوع-... واذا لم يجد مايسد جوعه وذهب إلى الطريق المتعب فإنه سيقوم بتحضير شعيرية سريعة التحضير مليئة ببهارات حاره ومنكهات ومواد xXxX الشبيه بالطبيعية...لايهم فكل من يقرأ هذه السطور قد اتخمت مسامعه من مثل هذا الكلام!!


ووضع الابتوب امامه والذي ختم عليه شعار توشيبا... وبعد اخذ جوله في موقع الجامعه والفيس بوك تذكر الماسنجر!!! فتحه لكي يتحدث مع بعض اصدقائة ويتناقش مع زميله احمد عن طريقة حل إحدى الواجبات... لتظهر له الرساله:
يريد/ تريد ساره اضافتك الى قائمة المحادثه هل تريد القبول؟


((( الجزء الثاني من هنا )))
===============
اهلا وسهلا بالجميع...
صباحكم اختبارات...
اليوم انتهيت من اختبار على السواكن (statics) والصراحه غلطت اغلاط غبيـــه جدا...بسبب قل التركيز والنوم...
فكرة هذه القصة جائتني وانا في احد المجالس...طلعت جوالي وكتبت اهم النقاط... واحببت ان اقسمها على من 7 الى 12 جزء ادرجها في حال كتابتي لها... ولا اعلم اذا كنت سأكمل أم انني سأتوقف عند هذا الحد :( حقيقة لا ادري...لان اذا قررت الاستمرار في كتابة هذه القصة... فسوف يترتب على ذلك توقفي عن طرح تدويناتي الأخرى<<< ((من كثرها)) حتى اصل لنهاية القصه...
حتى عنوان القصه بالمناسبه.... رميتها كلمه جائت في بالي...ماادري اذا كان للكلمه علاقة بالاحداث القادمه ان قررت الاستمرار!!
انتظر آرائكم... ومقترحاتكم!!