الاثنين، 26 أكتوبر 2009

الحرب الورقية



New Page 1




في البداية أنا اعتذر للقراء الانقطاع عن التدوين لفترات طويلة لكن
هذا بسبب خارج عن سيطرتي فالأفكار موجودة لكن الوقت هو مشكلة كل شخص في هذه الدنيا
ولعلي بهذه المناسبة تذكرت حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه((نعمتان
مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))
ولكن اسأل الله على ان يعينني
على نفسي ورزقني وإياكم سعة في الوقت والرزق والصحة.


الحرب الورقية


اذكر إني سمعت عن رواية اسمها فهرنهايت451
والتي تم تمثيلها في عدة مسارح وتم إخراج فيلم للرواية العالمية

عام 1966م

واقتبست لكم من مقال الكاتب فهد عامر الأحمدي وصف هذه
الرواية:

((وهي رواية تدور
في المستقبل في دولة ديكتاتورية واحدة بسطت نفوذها على كامل الكرة الأرضية..
ولإحكام سيطرتها على شعوب الأرض حرمت نشر وقراءة الكتب الثقافية والتاريخية وشجعت
على الاكتفاء بالتلفزيون كوسيلة للتسلية وغسل أدمغة الناس - بل ومراقبتهم بكاميرات
صغيرة زرعت خلف الشاشة!

وكانت السلطة المنفذة لتلك الأوامر فرقا قاسية من
رجال الشرطة مهمتها مطاردة المثقفين وحرق أي كتب قديمة عند درجة حرارة قياسية (هي
451 فهرنهايت). وشيئا فشيئا بدأت أهداف الحكومة بالتحقق إذ اصبح الناس لا يعرفون
شيئا عن التاريخ والدين والحضارات القديمة؛ كما أصبحوا لا يعرفون شيئا عن الأدب
والروايات - وقصص الحب النبيلة - وأصبح همهم الأول متابعة برامج الترفيه المدروسة
بعناية بغرض تسطيح عقولهم!!



وكان مونتياج أحد أفراد فرقة مكافحة المثقفين ورئيس
المجموعة التي كلفت بمطاردة مثقفة تدعى كلاريس (شوهدت) تقرأ بعض الكتب القديمة..
وبعد عدة كمائن ينجح مونتياج في حرق معظم كتبها إلا انه لم ينجح في القبض عليها
أبدا بل على العكس بدأت هي بمحاولة جذبه وإقناعه بقراءة إحدى الروايات الجميلة..
ولإعجابه بشجاعتها وافق على قراءة أحد كتبها قبل تسليمها للسلطات المختصة. وكانت
النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه
لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو أيضا على السلطة وحاول إقناع زوجته ليذا بالإقلاع
عن مشاهدة برامج التلفزيون السخيفة وأخذ يقرأ عليها (وعلى صديقتها) أحد كتب الشعر
فتتأثر صديقتها وتجهش بالبكاء فتقتنع زوجته بأن الكتب مفسدة للأخلاق ومدمرة للعقول
فتبلغ عن زوجها وهي تظن انها تحميه من الشر!


وبالفعل تحضر فرقة مكافحة المثقفين ومصادرة كتبه
لمحاصرة منزل مونتياج وبحضور عمدة المدينة يؤمر
.
تحت التعذيب بحرق مجموعته بنفسه. ولكنه فجأة يسلط
خرطوم النار على العمدة فيرديه قتيلا ويفلح في الهرب والانضمام إلى الجبهة المتحدة
للمثقفين بقيادة صديقته القديمة كلاريس.
))

في هذه الرواية تم تصوير الكتب والكتاب على أنها وسيلة قويه للتأثير على البشر وهي كذلك.وتم تصوير الكتب في هذه الرواية على أنها وسيلة لإنقاذ البشرية من إخطار التلفاز. لكن في أيامنا هذه قل ما نرى شابا يمسك في يده كتاب. بل إن هناك من الشباب من لا يمسك إلا الكتب الدراسية وقد تكون نسبته تحصيله عالية لكن للأسف لا يوجد لديه كمية وحصيلة معلومات كبيره. وإذا تأملنا المجتمع الغربي ((المتحضر)) وليس كله فسوف تجد ما يسمى بكتب الجيب فتجده في لحظات انتظاره يقرا منها ويستفيد من دقائق كانت ميتة.بل إن شبابنا أصبح شغله الشاغل بعض المسلسلات التافهة والبرامج التي لا تعود بأي فائدة منها حتى انه أصبح شبابنا تجاره رابحه لبعض القنوات.

في الحقيقة, الكتب لها تأثير كبير على كل من يقرها وأي مادة مقروءة سواء كانت جريدة أو كتاب أو حتى مقال. وعندما نفكر في الرواية التي تكلمت عنها فالدولة استخدمت التلفاز للتأثير على الناس بينما أحرقت الكتب.ولكن في وقتنا الحالي حتى أن المادة المقروءة تحمل في طياتها رسائل مخفية لها أهداف تؤثر على عاداتنا وتقاليدنا بل حتى طالت ديننا وأصبح عقل الشاب يتلقى رسائل من عدة مصادر مقروءة بالإضافة للشاشة التي تسلب فكره وطموحاته. بل إن الحرب الفكرية التي تستهدف الشاب وجدت أن مهاجمة الشاب عن طريق الإعلام المقروء وسيلة ذكيه لتحقيق أهدافها بشكل سريع وملحوظ. بالإضافة إلى ما ينشر التلفاز من رسائل وبرامج تسعى وراء أهداف دنيئة وضعها منتجوها بإستراتيجية وبخطط مدروسة . فهذه البرامج وغيرها من السبل التي تستهدف الشباب تهدف الى غرس الأفكار الليبراليه((العلمانية)) في عقول ابناء الامة لتحقيق اهدافهم المستقبلية والسيطره على فكر الشاب وتوجيهه من خلال رسائل منافية للشريعة الأسلامية.


أخيراً,هناك العديد من القصص الموجهة للطفل العربي وكتابات موجهه للشاب المسلم تحمل  في طياتها الكثير من الأفكار منها النافع ومنها ما هو غير ذلك. ولكن ذلك لا ينقص من أهمية القراءة ودورها الكبير في تثقيف ورفع مستوى ثقافة الشعب. ومن هذا المنطلق أنا أضع دعوة لتخصيص مبلغ مالي كل شهر لشراء بعض الكتب والاستمتاع بها ولكن ما هو أهم من ذلك هو التركيز على المحتوى. واسأل الله أن يرزقنا الوقت لكي نعطي كل شيء حقه. وصلي اللهم وسلم على نبيك محمد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق