-5-
جلسة مصارحه..
-5-
جلسة مصارحه..
فيصل : محتاره في ماذا؟؟
قالت :ارجوك اسمعني لآخر كلامي.... وأتمنى منك ان لاتحزن وأن لاتحمل في قلبك أي شيء علي... فان لم يعجبك كلامي وما سأقول تذكر ان هناك انسانه اسمها ساره... اصبحت مجنونه بك..احبتك وتعلقت بك..
قال: صدقيني لن يحزنني كلامك... قولي ماتودين قوله.... احس فيصل بقشعريره سرت في ظهره... يخيل له انها ستقول له انا ابنة خالك يا((خبل)) وانه وقع في مقلب... أو انها ستقول له انه لم يعد يكفيها وذهبت لتحب شخصا آخر.... قطعت سلسة أفكاره بسؤالها المفاجئ... فيصل كم عمرك؟؟
كتب بسرعه واستغراب:20 وتزيد بضعة شهور.. لماذا؟؟
كتبت له: ستعرف.. قم وصل المغرب وتعال فلا اريد مقاطعه الحديث...
كتب لها: لقد انتهيت من الصلاة قبل ان نبدا المحادثه..
- جميل جدا.... هل تعرف عمري يافيصل؟؟
- لا.. يفكر فيصل في نفسه... كم يكون عمرها؟ هل هو كما توقعته عندما شاهدتها في السوق... هل يعقل ان تكون اكبر أو أصغر مني بكثير؟؟؟
- اعلم انك استغربت من طريقتي في الحديث اليوم وانا اطلب منك ان تعذرني... اسمعني يافيصل.. خلال هذه الايام القصيره تعرفت عليك واعجبت بشخصيتك بأفكارك... الصراحه اعجبني منظرك منذ أن كنا في السوق.. هندامك... ومعاملتك لأهلك... وأحب ان اقول لك شيئا مهما جدا... وأتمنى ان تفهمني جيدا...هل تصدق انك انت الرجل الوحيد الذي دخل في قائمة المحادثات الخاصه بي... وأعني ذلك...
فيصل يرد مجاملا وبذهول: وهو شرف لي...
ترد عليه: الله يسلمك... أنا يافيصل لم افكر في ان اضيفك عابثة أو لتضييع وقتك... ولكنني ارغب بك... أعجبتني وعشقت كل صفاتك!!! أريدك انت... لم اشبع من رؤية في السوق ذاك اليوم...
يشعر فيصل بإحراج شديد.... ويدرج في المحادثة بعض الرموز الخجوله... ويكتب: خلاص انا إستحيت ويتبعها بضحكه طويله.... ازداد غرورا بنفسه بعدما قرأ كلامها... وازداد حبورا وانتشى سعاده لسماعه بعض كلماته التي تمتدحه... ولكن لم تضيفني؟؟
اكملت ساره كلامها: قالت يافيصل انا فتاة أكبر منك... ولكن لم يعجبني من الرجال الا انت...انا عمري 27سنه...
وقف فيصل عن كتابة كلماته التي كانت تشكرها على مشاعرها تجاهة واعجابها به... وفغر فاه ينتظر مفاجأة اخرى...
كتبت ساره: فيصل اعلم انك تفاجأت... وهو حق لك... ولكن لم أحب ان تكون الحقيقة مخفيه عنك...
فكر فيصل ثم كتب: لا لا ياساره لايهمني العمر كثيرا... فهي ليست مقياسا لحبك لي ولا لأي شي... ولكن شكلك كان اصغر من هذا العمر عندما رأيتك في السوق؟
تطلق ساره ضحكه ثم تقول: هل اعتبر هذا اطراء لي ومديحا... نعم تقول لي الكثير من صديقاتي انني ابدو اصغر مما انا عليه...
يتبادلان الضحكات التي تكتب على الشاشة ولكن فيصل كان مندهشا من تلك الحقيقة... ثم تكتب له اشكرك على تفهمك ولكن لم اقول الا جزءا يسيرا مما اود ان اقوله لك... فيصل يفكر في نفسه ويتسائل كيف سأنام الليله مع هذه المفاجأت؟؟ وماذا تقصد بأنني الرجل الوحيد الذي في قائمة اتصالها وانها لاتريد ان تكون عابثة كلها اشياء لم افهمها...
تستمر المحادثه بطريقة عاديه... حتى قالت له: فيصل... اشعر اني بحاجه ملحه للبكاء...
- لماذا ياعزيزتي؟؟
- فيصل انا قصتي طويله ومعقدة... وكلما تذكرت امي التي توفت قبل ثلاث سنوات أشعر انني لم أذق بعدها سعاده,,,
- الله يرحمها ويغفر لها...هذه سنة الحياة...فضولا...اتمنى ان أعرف قصتك الطويله...وبالمناسبة أنتي الآن تسكنين مع من؟؟
-انا مع اخي وزوجته المزعجه... ولذلك اشعر انني لست سعيدة ابدا...
- لم افهم ماتقصدين... ولكن لم لم تتزوجي؟
هنا بكت ساره بحرقه... وقالت لفيصل انها بحاجه الى بعض الوقت وستعود...
فيصل يقضي تلك الدقائق في انتظار وبأسئلة كثيره لم يعد رأسه يحتملها...
عادت واخبرته انها بكت قليلا... سألها عن سبب بكائها وقالت له: قصة طووويله... أصر هو على معرفتها... وبنصف اصراه كانت ساره مستعده على اخباره كل شيء.... قالت له أن والدتها ووالدها قد حرصا على تزويج جميع ابنائهم ليشعروا بالراحه والسعادة لأبنائهم... وقد اختارت لها امها رجلا يعمل مديرا في احدى اهم الشركات الاستثماريه وزيادة على ذلك كان هو من الاقارب من أهل امها... وهو يعتبر امها مثل خالته فهي صاحبة فضل كبير على عائلته..
ثم قالت بعد سكوتها قليلا: لم يستمر زواجنا طويلا حتى توفيت امي... وبقى والدي بمفرده في البيت بعد أن تزوج أخي الذي اسكن معه الآن واخي الاخر والذي تزوج قبلنا بفترة طويلة وهو يعمل في وزارة الخارجية واستقر هو وعائلته في استراليا منذ فترة طويله...كان والدي قد تزوج من عاملة تركيه كانت تعمل في أحدى محلات صديقة العزيز عبدالرحمن والذي يمتلك مشاغل نسائية وصالونات تجميل... سافر أبي مع زوجته والذي يؤسفني ان أخبرك انه تزوجها قبل وفاة امي بفتره... لا ادري احيانا افكر انه كان من حق ابي ان يسافر ويستمتع بما تبقى من عمره.... لانه وبعد وفاة امي بمدة لم نعد نزوره لا انا ولا اخوتي...
ظهرت على السطح مشاكلي انا وزوجي راشد... فكان وكما يبدو لي انه مجبور على الزواج مني كما انني اجبرت على الموافقة عليه من قبل امي وابي... وبدا باستفزازي بكلمات كثيره مثل الآن توفت خالتي ولايهمني امرك...
حاول اخي تسوية الامور... فهو يعلم عن التعقيد الذي سوف يحدث في حال طلاقي... وهو مابحثت عنه انا!!! حتى طلقني اخيرا... بكيت وفرحت في نفس الوقت...
فيصل كان يتابع كل تلك الاحداث بذهول وكيف احتملت سارة كل ماحدث لها من ظروف...وهي الفتاة ذات العينان الفاتنتين التي ربما كان سودهما يعبر عن كمية حزن كبيرة يختفي بين أهدابها الطويله... يتحدثان عن قصتها ويحاول ان يقنعها فيصل بأن الايام القادمة ستكون أجمل واحلى... وإن كان كلامه لها ليخرجها من دائرة الحزن التي تمر فيها ساره... واثناء حديثهما قال فيصل: لماذا حزنت وبكيت ولاتزالين متحسرة على طلاقك من زوجك؟ وما أن بدأت في كتابة الرد حتى جائتها دانه وقالت لها: انتي يامسؤولة الانترنت... اجعلي من بقائك معنا في منزلنا فائدة ولو يسيره قومي نظفي صحون الطعام,, ام انك فقط آكلة شاربه نائمة بلا هم مصاريف يوميه وفاتورة كهرباء وماء وانترنت لك ياصاحبة المعالي...وبينما كانت ساره تستمع لتلك الخطبة والتي قد استمعت لشبيهاتها كثيرا...
كتبت لفيصل: اعذرني يافيصل فإن بقائي على الانترنت وحديثي معك يضايق زوجة اخي ولايجعلها ترتاح لحظة واحده في حال راحتي.... اعذرني ونكمل حديثنا غدا بإذن الله...