-16-
للرجوع للجزء الخامس عشر اضغط هنا
-16-
آه .. ماأرق (الرياض) تالي الليل ..
في الليالي الوضح ..
والعتيم الصبح ..
لاح لي وجه الرياض ..
في مرايا السحب ..
كفّها فلة جديله من حروف..
وقصة الحنا طويلة في الكفوف
من نده عطر الرفوف..
لين صحاه ..
في ثيابك يا الف ليله..
وفي الهبوب ..
انثنينا يا هبوب النعاس .. والحلم ..
ألف غصن من اليباس .. فز لاجلك .. وانثنى ..
وان عشقتيني انا ..
ما ابي من الناس .. ناس ..
ما علينا .. لو طربنا وانتشينا
آه .. ما ارق ( الرياض ) تالي الليل ..
انا لو ابي ..
خذتها بيدها ومشينا ..
في الليالي الوضح ..
والعتيم الصبح ..
لاح لي وجه الرياض ..
في مرايا السحب ..
كفّها فلة جديله من حروف..
وقصة الحنا طويلة في الكفوف
من نده عطر الرفوف..
لين صحاه ..
في ثيابك يا الف ليله..
وفي الهبوب ..
انثنينا يا هبوب النعاس .. والحلم ..
ألف غصن من اليباس .. فز لاجلك .. وانثنى ..
وان عشقتيني انا ..
ما ابي من الناس .. ناس ..
ما علينا .. لو طربنا وانتشينا
آه .. ما ارق ( الرياض ) تالي الليل ..
انا لو ابي ..
خذتها بيدها ومشينا ..
((بدر بن عبدالمحسن))
"فعلا آه ماأرق الرياض" قالها فيصل عندما نظر إلى تلك الأنوار الامعه والتي تتلألأ امامه منبسطه وواسعه في الافق. عندما صعد أحدى المرتفعات قبل دخوله الرياض كانت كأنها في عرس ينظر إليها فيصل ويقول ونظره يجول على تلك الانوار البراقه "سبحان الله... هناك الجبيل وذاك الخبر ورائها الظهران وهذه الدمام... لا لا لا مستحيل!! الرياض اكبر منهن أربعتهن مجتمعات... صدقت يامهندس الكلمة...آآآآه ما أرق الرياض تالي الليل" شقت الابتسامه وجه فيصل رغم الكآبة التي كانت واضحة على محياه بعد أن إقترب من الرياض بعد ان قضى اكثر من 300 كيلومتر وهو يقلب في ذهنة ورقة ساره وتتردد كلماتها على مسامعه وكانت بعض الكلمات تتمرد فتعاتب وتصرخ... نسى كل شيء وبقى يتأمل في تلك الانوار اللامعه فمنها المرتفع والاخر منخفض وممتدة على الافق... دخل الرياض وكان أول شيء ينظر إليه ويستقبله هو سوق الإبل!! نظر إليه وكأنها المرة الأولى التي يراه... يحاول ان يلاحظ اي شيء متغير.. فهو لم يزر الرياض منذ اكثر من شهرين... ينظر في كل الأماكن... كان طريق السفر متعبا بعض الشيء ولكنه كان معتادا عليه في الإجازات... ويتذكر حينما كانت أمه توبخه وتطلب منه قبل كل إجازه ان يترك سيارته في الخبر أو عند الجامعه ويأتي مع أحد أصدقائة راكبا فهي لاترغب أن يكون بمفرده في ذلك الطريق الطويل وكانت تخاف عليه ان يغلبه النعاس وهو يقود سيارته أو أن تتعطل سيارته القديمة بعض الشيء فهي كابرس بيضاء انتقلت له من بعدما إستخدمها إثنان من أخواله... ولكنه كان دائما يمتدح سيارته ويحبها... وتذكر ردّه على والدته بقوله "انا افضل ان أعود إلى الرياض بسيارتي وكل اصدقائي كذلك... واذا اراد احد منهم ان يركب معي فحياه الله... ولكن أفضل حل هو أن تزوجيني الآن لكي تركب معي زوجتي ولا اكون بمفردي!!" كانت هذه دعابة يطلقها ولكنها مقرونة بإحدى امنياته وهي الزواج... والآن يفكر لو تزوج ساره هل ستؤانس وحدته في هذا الطريق الطويل؟؟
يشعر بعدم الارتياح كلما تذكر ساره... فهذه الفتاة وضعته امام موقف صعب جدا فاليوم هو الإربعاء وبقي معه أربعة ايام لتعلم ساره انه سيخذلها!! وسوف يتبين لها انه كان يحبها عابثا ولم يحبها مثلما كان يقول لها إستمرت ذكرياته بالانهمار عليه فتارة يعد كم مرة قال لها أحبك!! وتارة اخرى يتذكر الرسائل التي أرسلها لها والاغاني التي اهداها... ويتذكر كذلك تحويره لإحدى ابيات قيس إبن الملوح فغير إسم ليلى ووضع إسم ساره فأرسل لها
عفا الله عن ساره وإن سفكت دمي فإني وإن لم تجزني غير عائب
عليها ولا مُبدٍ لِساره شِكاية وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
يقولون تُبْ عن ذِكْرِ ساره وحُبِّها وما خلدي عن حُبِّ ساره بِتائِبِ
تؤلمه كل تلك الذكريات... فهو الآن خائن وكاذب.. كان يرى في الأفلام أن بطل الفيلم يضحي بحياته وبكل شيء لأجل حبه بفتاة إلتقى بها صدفه في أكثر الأفلام... وحتى في مسلسل الهروب الكبير (prison break) ضحى مايكل بحياته لأجل ان تحيا حبيبته وبالمناسبه كان اسمها ساره!! يشعر أن صوتا في داخله ينادي وأحب فيصل تسميته بإبليس وكان يقول "مافيش حد أحسن من حد!! ومايكل ليس أحسن منك... ساره التي تحبها يافيصل لاتخذلها هي أخذت ايميلك ذلك اليوم لتطلب منك هذا الطلب الذي أخرته إلى أجل مسمى لترى ماإذا كنت مناسبا لها أم لا ويبدو انك إجتزت كل إختباراتها... ألست تذكر عبارات الإعجاب التي تقولها فيك ولك دائما؟؟ هل ستخذلها بعد أن علقت امنياتها عليك؟"... يسكت ذلك الصوت الداخلي تاركا فيصل غارقا في بحر من أفكاره حتى توقف بالسيارة عند باب بيتهم!!
ونزل بتثاقل بدلا من شعوره الدائم بالفرح عند دخوله للبيت الذي قضى فيه طفولته ففي هذا الممر ركض ولعب ومرت الايام وكبر ومن هذا الباب خرج ليدرس يتذكر وداعه لجدته عندما عانقته عند ذلك الباب وكيف نزلت من عينيه دمعه لم يراها منذ سنوات عديده عانقته جدته وهي تودعه وتقول له "امضيت 19 عشر عاما وفي كل زياره انتظر دخولك مع والديك... كيف سأستقبلهم المرة القادمه بدون أن اراك تدخل خلفهما" ونزلت دمعتها على كتفه فلما إلتفت وأعطاها ظهره وهمَّ بالخروج تساقطت دمعاته... تذكر كل تلك اللحظات الطويله بينما كان يسير خطوات قليله من الباب الخارجي وحتى الباب الداخلي..
دخل منزله وإسطنع الابتسامه وحيا والديه ورفع اخته الصغرى عاليا وهو يضحك وتلاشت افكاره التي تدور حول ساره عند ضحكة تلك الطفله!! ضحك من قلبه في ذلك الوقت ومرَّ عليه وقت طويل لم يضحك هكذا... فكانت رسالة سارة تعذبة نفسيا وبدنيا!! فكلما تذكر كلماتها شعّر بألم يعتصره في بطنه... ومع ذلك فهو لايزال يحبها!!
انتهى يومه عندما رقد على سريره إستعدادا للنوم، تذكر فجأة أن ساره طلبت منه أن يطمئنها عندما يصل إلى الرياض فأرسل رسالة إلى جوالها ونام!!
إستيقظ يوم الخميس باكرا وبعد يوم طويل وروتيني إعتاد عليه في الرياض، قضاه مع والديه وبعدما صلى العشاء إستأذن وخرج وإنطلق إلى خارج حدود الرياض كان الجو معتدلا وجميلا ولايكون كذلك في الرياض إلا ايام معدوده فإما حرّ أو برد شديدين وإلا كان الجو مليئا بذرات الغبار وقد يكون الجو الأسوأ ويجتمع حر أو برد مع غبار... وصل إلى احد الاماكن بعد ان قطع بضعة كيلومترات وأوقف سيارته وأنزل سجادة صلاة كانت معه وموقد صغير يعمل على الغاز"دافور" اشعله وبنفس الوقت أشعل سيجاره ووضع إبريقا على النار إستعدادا لتجهيز الشاي والذي سيكون انيسته ومصدر الدفء في هذا الجو العليل ونسمات الهواء التي تحرك ثوبه وتداعب اطرافه جلس بمفرده، وكان بحاجه إلى مثل تلك الجلسة التي يختلي بها بنفسة ويبقى يفكر في وضعه ويستجمع نفسه ويرتب أفكاره اللواتي تراصت في ذهنة بدون ترتيب ولاتنظيم, وبعد أن اعد الشاي وانتهى من سيجارتين أخرج الورقة من جيب ثوبه العلوي وبدأ يعيد قرائتها مع افكاره التي تدور حول الإستمتاع برؤيتها تحترق تحت إبريق الشاي... إستمر بالقراءه ثم شعر بأنه اليوم كاملا لم يتكلم ولم يتحدث مع ساره وذلك جعله يشعر بأن هناك شيئا ناقصا في يومه لم يتم، وأنه احس بالشوق والحنين إليها... فقلبه على الرغم من أنه سيخذلها وان ذلك يؤلمه جدا فهو يحبها جدا ويعتبرها اساسا من اساسيات حياته كما انه يستحال عليه ان ينساها مهما فعل وحتى لو أًصابه الزهايمر فهو لايزال يتخيل أن إسمها سيكون عالقا في قلبه لافي عقله!!
شعر بالملل في تلك الأجواء الجميله والبارده في تلك الليله المضيئه بنور البدر، وأحب أن يسمع مايسليه من أغاني فيطرب بها وتؤانس وحدته... فتح الراديو ولعبت الصدفه لعبتها مرة أخرى فالصدفة الأولى كانت عند إلتقاء عينيه بعينيها في ذلك السوق والآن الصدفة الأخرى إشتغل الراديو على إذاعة القرآن بعد إستخدم والده اليوم صباحا سيارته في الذهاب إلى السوق. تحدث المتحدث وكان وعلى ما بدى لفيصل أنه الشيخ الدكتور سليمان العوده يتحدث وكان أول ماسمعه من ذلك الراديو "زواج المسيار هو زواج شرعي ومباح وقائم بالشروط جميعها إلا ان المرأة تنازلت عن بعض من حقوقها كالنفقة" وقبل أن يغير القناة لمعت تلك الفكره في ذهنه وكأنها الحل للمشكلة وأنه لن يخذل حبه الأول ساره.. وعلى الرغم من انه اعتبرها فكره طفوليه ضحك منها فحتى لو تزوجها مثلما قال الشيخ "مسيار" فإن المشكلة العظمى ستكون مع أهله... فليست المشكله هي في نوع الزواج هل هو زواج عادي ,مسيار أو حتى مطيار!! فإن المشكله ستكون كيف يتزوج من هي أكبر منه؟ وكيف يخبر أهله؟ وهل هو سيتقبلها كزوجه أم كصديقه أحبها عابثا؟ إستمرت الأسئله بالدوران في ذهنه!!
عاد إلى أهله وعلى الرغم من أنه قال لهم انتظروني بالعشاء فوجدهم قد إنتهوا من العشاء وأثار امتعاضه انهم لم يبقوا له شيئا ليأكله لأنهم توقعوا انه تعشى خارج المنزل في احد المطاعم... نزل إلى المطبخ وأعد له خبزا وجبنا ثم خلد إلى النوم...
====
كتبت هذا الجزء في ليلة جميله من ليالي الرياض... الاسبوع الماضي...
في هذا الاسبوع... تبدا الاختبارات... واتوقع ان مدونتي يعني ستشهد على نشاط مني... مااتحمس للكتابه الاوقت المذاكره