السبت، 7 مايو 2011

التضحية... الجزء الثامن عشر

 -18-


للرجوع للجزء السابع عشر اضغط هنا
-18-
الحرب التي اندلعت في رأس فيصل وبعد ورقة دستها ساره في يده جعلته يكره ذلك اليوم الذي إلتقاها فيه. كان يود ان يتكلم مع ساره لاهياً, ويضيع معها الأوقات ويستمتع بالحديث مع فتاة ولم يعلم أنها ستزرع حبها في قلبه، ثم وفجأة يشعر بان تلك الشجره التي ارتوت بدمائة ستُجتث منه، وهو من سيجتثها بيديه. ثم يتذكر صديقه الذي يأخذ منه الواجبات المدرسية دائما "أبو حيمد" وكيف كان يتحدث عن قائمة جهات الاتصال في الماسنجر الخاص به، بالإضافه إلى هاتفه النقال، وكيف كان يقضي الليالي في الحديث مع الفتيات، وكان يقول لفيصل "هل تريد ارقام بنات؟" فهو يتعرف عليهنَّ في الأسواق وفي الشارع وعلى الكورنيش واحيانا يدخل معهن في المقاهي التي لايمكن للفتيات ان يدخلنها إلا بوجود محرم. فأحمد كان يتميز بوسامه تجذب الفتيات فجسدة العريض والطويل وشعره المرتب والمتناسقة مع حلاقة ذقنه (الديرتي!!) تجعله مميزا بين اصدقائة. كانت احاديث أحمد سابقا بالنسبة لفيصل فلما مثيرا, يتمنى فيصل ان يكون هو بطله. وبعد ان تعرف على ساره شعر بسعادة أحمد مع فتياته وعاشقاته، ولكنه يتوقع ان أحمد لم يحب ولا واحده من تلك الفتيات مثلما احب هو ساره!!
يحس بأنه مشتاق إليها ولكن السبيل وطريق الوصول إليها صعب جدا، فهو لايعتقد انها ستبقى مثلما كانت معه قبل أن تعطيه الورقة، وكيف كان تعاملهما جميلا وكانت المحادثة وجبه ممتعه جدا لفيصل. ومع ذلك فهو يستطيع ان يكون أقرب إليها ويتزوجها مثلما إقترح عليه الراديو في الرياض، زواج مسيار، وبكل بساطه ولا احد يعلم عنك شي، ذلك ماوسوست به نفس فيصل ولكن العقبه التي ستضل أمامه اهله ومجتمعه، وكيف سيستمر بهذا الزواج؟؟
دخل فيصل شقته بعدما أخذ جوله في الشارع برفقة سيجارته, وبعدما فكر جديا في التخلي عن ساره، قام بالاتصال على "أبو حيمد" وتحدثا عن الفتيات، قال فيصل ساخرا "ان فتاتي تركتني، فهل نجد لديك البديل؟" ضحك احمد وقال "كم فيصل عندي انا؟... انت تأمر يا أبو الفياصل, كل مافي جوالي تحت امرك، ولكن عدني بأن نذهب أنا وانت يوما الى السوق ومارأيك بشاليهات على (الهاف مون)!! فإن هناك الجميلات هناك يرقصون ويغنون وتستمر السهرات حتى الفجر، ولا تدري قد تأتيك إحداهن في الشقه، ولكن خذ حذرك في ان يكون رفاقك معك!!" وانفجرا ضاحكين. إنتهت المكالمه دون أدنى فائدة لفيصل حيث كان يود لو انه يستطيع ان يشرح لأحمد طلب ساره، ولكن أحمد لم يشعر ابدا بالحب الذي في قلب فيصل تجاه ساره.
فكر فيصل في الفتيات الراقصات والمغنيات والتي قد تاتي احداهن للشقة على كلام أحمد، فذلك كان سقف امنيات فيصل, أن يحصل على فتاة تأتيه في الشقه يضحكان معا ويتعانقان، وربما يقبلها كما في كل الأفلام! "تلك هي المتعه!!" قالها فيصل وهو جالس امام جهازه في شقته ويتذكر احاديث احمد الساحره.
رساله جديدة, واضائت شاشة جواله, اخذه ببرود ليرى ماهي الرساله فهو إعتاد على رسائلة اما ان تكون اعلانا مملا وغير مفيد أو صديق "طفران" ارسل له (اتصل بي). كان احمد هو المرسل وقد أرسل إليه رقم فتاة اسمها شهد، يقول انه سبق وأن قابلها في مقهى على الكورنيش ويقول أنها جميله جدا وفاتنه. إتصل بها فيصل ليشبع فضوله ويقتل ملله، وبقى يتحدث معها لأكثر من ربع ساعه. كان صوتها جميلا وواضحا عليها تصنع الدلال المثير لكل الرجال، وضحكتها المتغنجه. واستمر الحديث حتى استأذنت وقالت انها ستذهب لترقص مع بنات عمها في القبو. لم يشعر فيصل أنه يتحدث معها مثلما يتحدث مع ساره. فهو مع شهد فقط لأجل غريزه, ولأجل رجل وإمرأه وليس لأجل شعور في القلب اسمه "الحب"!!

وذهب إلى فراشه ليعلن نهاية يوم السبت ويعلن انه سينتهي من فتاة اسمها ساره. وفي الصباح الباكر, وهو في الجامعه صدفةً قابل صديقة احمد، الذي بادر بسؤاله عن شهد وهل تحدث معها؟ ضحك فيصل من سؤال احمد واجابه بالايجاب. قام احمد يملي النصائح على فيصل في طريقة الحديث مع الفتيات ويكتشف في انه لم يكن هكذا في كل محادثاته مع ساره. ولكن احب ان يجرب نصائح احمد وقال انه سيتصل بشهد بعد صلاة العشاء.
خرج فيصل من المسجد, وفي طريقه إلى الشقة كان يتذكر الواجبات والتقارير التي يجب عليه ان ينتهي منها رن جواله ورفعه ووجد شهد هي المتصل، تحدثا بمتعه وجرأه أكثر من محادثة البارحه واطلاق النكات وضحكة شهد وطريقة حديثه وكذلك سخريتها منه، كل ذلك يجعل فيصل يضحك بشكل هستيري وجعلته يتخلى عن خجله بشكل كبير واصبح يرد عليها بسخريه. ولم يكن يود أن ينهي المكالمه ابدا ولكن اعتذرت شهد وقالت انها ستذهب إلى السوق.
وبعد تلك المكالمه الممتعه والمنتهية، يمر الوقت في يوم الاحد ببطء قاتل على فيصل، وكذلك على ساره! فهي كانت منذ بداية يومها وفي وقت دوامها تنتظره يسجل دخوله في الماسنجر وترغب فقط في حديث بسيط معه, تقلب الصور التي ارسلها لها والكلمات التي كان يكتبها, صورة اسمها وقد كتبه بالبطاطس المقليه، واستخدامه لقطعتين من الدونات وقد قضم احداها وكتب فيها كلمة "SOSO" وقد استخدم الدونات لكتابة حرف الـ"O" وكتب على الورقة حرفي "S"، اضحكتها تلك الصوره وثم خيم عليها شعور بالحزن والأسى مرة اخرى فتجاهل فيصل وإختفائه لفترات طويله وشعورها في انه لا يحدثها بالحماس ذاته قبل لقائهما الاخير جعل بعض الدمعات تتزاحم في عينيها وتحاول ان تمنعها، وتعجز فتنزل على خدها وتتركها بدون ان تمسحها وهي تشعر بها. وفجأه يُفتح باب مكتبها بدون ان يطرق الباب، وتعرف ساره من يفعل ذلك دائما، إنها صديقتها رهف جائت وفي يدها علبة شوكلاته من باتشي. رفعت ساره يديها بسرعه إلى عينيها وتكفكف الدمع وتمسحه من خديها ثم مدت يديها إلى علبة المناديل، وترتبك حينما شاهدت في شاشتها صورة فيصل فتترك المناديل وتغلق الصوره لكي لاتراها رهف. رأت رهف الحزن في عيني صديقتها ولكنها ضلت مبتسمه مثلما دخلت، ووقفت قليلا عند الباب حتى ترتب ساره نفسها ثم جائت وقبلتها ومدت علبة الشوكلا إلى ساره وقالت لها "مبروووك، لقد تم رفع اسمك لتنالين الترقيه"، ضحكت ساره معها وعانقتها، كانت ساره بحاجه إلى ذلك العناق وكأن بداخلها صخب وازعاج، وتود لو تستطيع ان تفضفض لصديقتها. كان عناقا طويلا وكانت ساره تضغط بيديها على رهف ونزلت بعض الدمعات بعد ان اسندت رأسها على كتف صديقتها، شكرتها على مشاعرها ومباركتها وعلى قطعتي الشوكلا التي اخذت، ابتسمت رهف معها وحاولت ان تُضحكها مع وضوح الحزن على وجهها. وجلست على الكرسي الذي امامها، وبدأ الحديث!!
****
وفي نهاية يوم الأحد ومثل كل ليلة عانى كلاهما من النوم، فسارة التي بدا لها وان فيصل إبتلعته الارض، وفيصل الذي يظن أن شهد هي من تستحقه فهي أصغر منه ومرحها الدائم وتغنجها الذي جعله يفكر فيها ويعانق الوسادة لأجلها كما فعل اول مره عندما إلتقى سارة. وهو في سريره يمر عليه كل مافعله مع ساره وكل ماقاله لها وكأنه يعيد الشريط كاملا منذ ان كانا في السوق إلى اللحظه التي هو يتقلب فيها فوق سريره دون أن يشعر بأن النوم سيداعب أجفانه قريبا. وحاول ان يتناسى كل تلك الاشياء لينام، فأخرج جواله وفتح رواية "الخيمائي" والتي كان يقرأها في أوقات فراغة واستمر في القراءة حتى احس بالتعب ونام.
جاء يوم الإثنين, اليوم الذي سيضحي بحبه الأول لأنه لم يستطيع أن يواجه نفسه ومجتمعه وكيف هو سيتقبل من هي أكبر منه؟ وبعدما إنتهى من محاضراته في الساعه الثانيه، وهو في سيارته احب ان يتصل بشهد ويتحدث معها حتى يصل الى شقته، تحدثت معه قليلا وقالت له انها لتوها انتهت محاضراته ضحكت معه قليلا ثم قالت له أن هناك الكثير من الشبان الذين يقفون امام بوابة الجامعه ومن ثم سألته أن كان يود ان يأتي ويقف تحت تلك الشمس التي تسكب عليهم الحرارة سكبا, لكي يرى الفتيات وهن يخرجن من الجامعه، ضحك من سؤالها وقال ان ذلك لايستهويه، فقالت له ان صديقة احمد حصل على رقمها هناك. استغرب من معرفتها بأن احمد هو صديقه وسألها فأجابت بأن صديقة احمد قد اوصاها عليه, ضحكت قليلا وبعدها قالت ان احمد صديق عزيز عليها وطلباته أوامر. انتهت المكالمة بعدما قبلت شهد السماعه في نهاية المكالمة قبله طويله وبدلال كبير جعلت فيصل يخجل على الرغم من انها عبر سماعة الجوال!!
لم تعجبه جرأة شهد مع الشبان فهي ستغلق سماعة الجوال منه ثم ستذهب الى من يقف عند باب الجامعه وتضحكهم وتضحك معهم. وصل إلى شقته وهو ينظر إلى الساعة التي تشير الى الثانيه والنصف وبقي على موعده مع سارة ساعة ونصف, وهو الموعد الذي لن يذهب إليه، وستعرف سارة بانه كان عابثا معها. بقي في غرفته وقد أحس ان كل جدار كان يوبخه ويقذفه وشاشة جهازة الشخصي تلعنه وتشتمه وكل أشيائة التي تشهد بأنه أحب ساره تنظر إليه بإحباط فهناك قد كتب إسمها على كراسته ولونه بأجمل الألوان وهناك ميدالية على شكل حرف "S" وعلى طاولته وساده حمراء على شكل قلب لم يشتريها إلا لأن قلبه قد سكنته ساره!!
ثم يتذكر ساره ودخل الماسنجر ووجدها ورحب بها، فردت هي الترحيب بحراره، ثم اخبرته عن شوقها له, وبكل تأكيد ارتسمت الابتسامه على وجهه، تحدث معها ولم يتطرق إلى موعدهما الذي بقي عليه ساعه ونصف تقريبا!! تحدث معها لعشرة دقائق وثم إستأذن تهربا منها ومن كل شيء كان يحاصره حتى وأثناء حديثه معها وعندما اخبرها بأنه ايضا مشتاق إليها أحس ان شاشته تقول "مخادع!! كذاب!!". شعرت ساره بحزن شديد عندما إستأذن فهي علمت في انه يريد التهرب منها ولايرغب في ان يواصل الحديث معها. وتساقطت بعض الدمعات وودعته، ثم اخبرت صديقتها رهف بما حصل وتحدثت معها قليلا ثم تركتها رهف بمفردها!!
خرج من غرفته التي كرهها اثناء بقائة فيها وتمنى الا يعود إليها، وإنطلق إلى شاطئ نصف القمر (الهاف مون) كان صوت محمد عبده يغني وقد تأثر بالمقطع:
كل شي حولي يذكرني بشيء
حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي آه من تطري علي
الاماكن كلها مشتاقة لك
 وصل الى الشاطىء حيث فضل ان يقضي بقية وقته هناك ينظر إلى البحر وأمواجه وينتظر تلك الساعه والنصف ان تمضي وينتهي كل شيء له علاقة بسارة!! وينتهي فصل من فصول حياته كان في بدايته ممتع جداً, أما نهايته فقد كانت مأساويه. وعندما وصل إلى البحر واخرج السجاده التي اعتاد ان يجلس عليها بمفرده نظر إلى جانبه فوجد شابا جلس هو وزوجته على كرسيين مألين تجاه بعضهما واقدامهما تغوص في الطين ويداعبهما الموج فيغمر اقدامهما الماء ثم يعود، شعر بأنهما مستمتعين جدا وينظر إلى ساعته ثم يقول بقي نصف ساعه ثم اعود وقد ودعت همومي ويفكر بكل شيء جميل في ساره ثم يصرف التفكير عنها في محاوله لنسيانها ويحاول ان يشغل نفسه بالامور الدراسه ويحسب كم بقي له ويتخرج؟ وحتى الدراسه فهي تذكره بساره فهي دائما من تحثه على رفع معدله وقد ساعدته حتى في تنظيم جدوله وكانت تتابع درجاته فهو قد اعطاها رقم حسابه الشخصي في موقع الجامعه لتتابع كل شيء. أحس بأهميتها، ثم تمنى في ان تكون هي اصغر منه!! تمنى لو انه خرج ودرس في البعثات الخارجيه فهي فرصة وقد اتيحت له، كما انه يعتقد في انها كانت ستريحه من همومه وفكر في صديقة هشام الذي اكمل دراسته في امريكا وانه سبق ان اخبره في انه يفكر في الزواج من فتاة مكسيكية فقيره, ولكن بعض المشكلات التي تحدث للطلاب المبتعثين وصعوبة الزواج كانت عائقا له. إبتسم فيصل ابتسامه صفراء وقال "لن أخذلك ياساره"

=========
تمخض الجبل فولد فأرا !! 
اتوقع انكم تقولونه عني... الصراحه شي كويس اني اشبه بالجبل بس مو كويس اني اجيب فار <<تكفى اسكت.. 
المهم ماعلينا اكرر اعتذاري الدائم عن تباعد الاجزاء ولكن الجامعه ومشاغلها... 
واذا جت سواليف الجامعة... تفاجأت الصراحه بآخر موضه عندنا... وانا اشوف مواعيد الاختبارات النهائية اكتشفت ان عندي فاينل يوم الجمعة ياسلام... الجمعه ارامكو وسابك والبلديه والهنود في الرياض يملون البطحاء وفي الشرقية يملون السويكت وفي جده مدري وين يروحون وانا طالب غلبان اقعد اذاكر واختبر يوم الجمعه.. طبعا السبب كان يوم عطونا السبتين هذوليك حقات الملك الاجازه قالت جامعتنا والله لأطلعهن من خشومكم... المهم لا اكثر الكلام لاني بنزل الجزء وابي انام<< ياعيني على السجع... تصبحون على خير... وانتظروني قريبا