السبت، 25 يونيو 2011

التضحية... الجزء الواحد والعشرون


-21-

-21-
حبيبتي : إن يسألونك عني
يوما، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
((...
يحبني...يحبني كثيرا ))صغيرتي : إن عاتبوك يوما
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم: ((أنا قصصت شعري
((...
لان من أحبه يحبه قصيرا
نزار قباني...

مضت عطلة نهاية الاسبوع سريعة كعادتها, واستطاعت سارة خلال يومين ان تقنع اخيها بأن ساره يجب ان تتزوج وتعيش حياتها, جائها في غرفتها يوم الجمعة ليلا وجلس معها في غرفتها وبينما كانت على مكتبها, جلس هو على سريرها.. وبدأ يحدثها عن زوجها ويسألها عن الشخصيه المجهولة “حنان” وقامت سارة بإختراع كافة التفاصيل حول حياة حنان وأخيها فيصل.. فهي قد جائت في دورة عمل من الرياض وان أخيها فيصل يعمل في الشرقيه في إحدى الشركات الصناعية.. استمر الحديث بين ساره واخيها طويلا فهو يقنعها ان لم يكن فيصل هو الشخص المناسب فهو سيبحث لها عن زوج غيره, ويذكرها برفضها لأحد اصدقائة الاعزاء على الرغم من معرفته الشخصية له.
إستطاعت سارة وخلال يومي الجمعة والسبت أن تقنع أخيها بموافقتها التامة بزواجها من أخ صديقتها حنان. كانت ساره تود أن تقابل فيصل يوم السبت لتخبره ان اخيها قد اقتنع بزواجها, وانه يرغب في ملاقاته قريبا ولكن أشغالها في البنك حالت بينها وبين الاتصال به. وفي يوم الاحد وبينما كانت سارة منهمكة في أعمالها رنّ جوالها وقد كان فيصل هو المتصل, ردت بسرعه وأخبرها بأنه لم يجد شخصا ليتناول وجبة الغداء معه فبعض اصدقائة قد إنتهوا من غدائهم في في إستراحة الغداء التي استغلها هو في نقل واجب من زميلة "ابو حيمد" والذي اصبح يتحاشاه بعدما قرر أن يرتبط بسارة والبعض الآخر يفضل القيلولة على الغداء. أخبر سارة عن كل هذه الأمور وسألها ما إذا كانت تود ان تكون رفيقته في الغداء...ضحكت هي وسألته عما إذا كان يستطيع تأخير وقت الغداء قليلا لأنها لن تستطيع الخروج في هذا الوقت ولديها الكثير من الاعمال وبكل تأكيد وافق وقال انه سينتظرها إلى العشاء لو أرادت...
خرجت من مبنى البنك وذهبا سويا إلى إحدى المطاعم ولما وصلا وجلسا مقابل بعضهما تفاجئ فيصل بشكل سارة!! وسألها بدهشة "شعرك...امممم اصبح قصيرا؟" ضحكت سارة وقالت "انا قصصت شعري ﻷن من أحبه يحبه قصيراً". اخبرته بأن اخيها يود لقائه وأخبرته بقصة الشخصية حنان واخبرته كافة التفاصيل عنها ثم قالت له إن حنان هي اختك وثم سألته عما اذا كان يستطيع الحضور غدا يوم الاثنين لمقابلة اخيها, ووافق هو على مضض, وقالت: إذا صديقتي رهف هي من سيلعب دور حنان وسوف تأتي غدا لنخرج سويا من البنك إلى بيتنا. أحس فيصل بالإرتباك نظرا لقرب الموعد وظهور شخصيتين جديدة في حياته, اخته الوهمية حنان, وأخ سارة الذي لايعرف كيف سيتعامل معه؟ طلبت منه أن يأتي ويأخذها من البنك برفقة صدقيتها رهف وبين قوسين حنان, ليتفقون في الطريق إلى منزل أخ سارة على كل التفاصيل..
تحدث مع رهف ولأول مره وتعرف عليها وتناشقا حول بعض الأمور واتفقوا على بعض التفاصيل الشخصية. دخلت ساره المنزل قبلهما, وبعد دقائق دقت رهف الجرس وقد كان اخ سارة مستعدا لإستقبالهما وفتح الباب ورحب بفيصل ودعاه وأخته للدخول, دخلت رهف وجلست مع دانه وسارة وبدأت تتبادل الأحاديث معهما, فشخصيتها المرحة والإجتماعية جعلت دانه تستمتع معها. فقالت دانه بينما كانت ساره في المطبخ "الصراحه أنني لم اسمع سارة تتحدث عنك كثيرا.. ولا أعلم من اسماء صديقاتها إلا رهف ونورة" ضحكت رهف(حنان) وقالت لها انها بسبب عملها في فرع آخر من فروع البنك يجعلها قليلة الاحتكاك بساره.
وفي مجلس الرجال, كان يجلس فيصل على الأريكة بطريقة رسمية ويتعذب في كل إلتفاته بسبب شماغه ولكي لايفسد شكله وترتيبه فهو قد أضاع ثلاث دقائق امام مرآة سيارته يرتب الشماغ. وكان يتبادل بعض الأحاديث مع أخ سارة ويخبره عن عملة وأشغالة كما كان فيصل قد إستعد لإجابة بعض الاسئلة المتعلقة بالعمل والوظيفة والراتب. استمتع فيصل بالحديث مع أخ سارة بعدما تغير محور الحديث عن العمل وأصبحا يتحدثان عن أحوال الناس والمستجدات وبعض الأنشطة الاقتصادية التي كان فيصل ملما ببعض جوانبها ﻷن ناصر يدرس اقتصاد وكان يقص على فيصل بعضا مما يدرسه ويربطها بأمثله على الواقع. وبعدما شعر فيصل أن أخ سارة لم يتطرق إلى الحديث عن سارة, تكلم فيصل عن رغبته في الزواج من سارة وشعر في ذلك الوقت بارتباك شديد ولكن ترحيب أخيها كان مريحا لإعصاب فيصل المشدودة ووعده بالموافقة القريبة واخبره بأنه سيتصل به قريبا, حالما يتفق هو واخته سارة على الزواج وأخذ رأيها بهدوء لكي لا يتكرر طلاقها للمرة الثانية. استأذن فيصل وخرج وخرجت رهف التي كان سواقها بإنتظارها خارج منزل اخ سارة وركبت مع السائق وركب فيصل في سيارته وذهب إلى الكورنيش, وجلس هناك يفكر في أكبر قرار قد إتخذه في حياته.
مرت ثلاث ايام ثم اتصل أخ سارة وقد اخبر فيصل بموافقته للزواج وانه متى ماكان فيصل مستعدا للزواج فليخبره لكي يتم عقد القران ضحك فيصل وفرح بالموافقه ثم قال "خير البر عاجله", واتفقا على يوم السبت. وبعدما اغلق السماعة من اخ ساره اتصل عليها واخبرها بأن عقد القران سيتم السبت فرحت هي بالخبر الذي قاله فيصل, ثم قالت له أنها ستحول له على رصيده مبلغ مالي لأجل ان يدفع المهر.واتفقا على موعد يوم السبت صباحا لترتيب كافة الامور.
مضت الايام, وبعد اتمام عقد القران لم يلتقي فيصل بساره, ولم يكن يجد وقتا مناسبا حتى للإتصال بها فكان يحاول ان ينسى او يتناسى انه متزوج على الورق من فتاة اسمها ساره كي يتمكن من ان يصب اهتمامه وجُلّ تركيزه على اختباراته. كان مشتاقا الى ذلك اليوم الذي سيأخذها إلى الشقة التي إستأجرتها ساره وبنفس كمية الشوق كان يشعر بالارتباك كلما تذكر انه قريبا سيحدث ذلك.
وبعدما انتهى من الاختبارات تم ترتيب الزواج بينه وبين اخيها بحيث ان يكون عائليا صغيرا ومبسطا حضرته رهف بشخصية حنان. وبعد يوم طويل وممتع اخذ معه زوجته ساره وذهبا الى شقتهما.

الأحد، 19 يونيو 2011

التضحية... الجزء العشرون



-20-
-20-
لم يستطع فيصل النوم في تلك الليلة وبقى طيلة يومه يفكر في قرارة الذي اتخذه بسرعة واثناء جلوسه امام البحر, ولم يأخذ وقتا للتفكير الجدّي في الزواج من ساره, على الرغم من انه كان دائم التفكير بالزواج منها إلا انه اعتبر ذلك التفكير لم يكن جديا كما فكر عند البحر واتخذ قرار الزواج وهو ما اعتبره قرار اعتباطي. فكر في المتعة التي سيجدها ثم فكر في المعوقات وفكر في طلاقة لسارة بعد التخرج. طال سهرة ولكنه لم يهتم كثيرا فيوم الثلاثاء لا يوجد لديه محاضرات وسوف يكون جدا مرتاح وسينام النهار بطوله.
إستيقظ على صوت ألمنبه. وإتجه وبعدما انتهى من اعمال روتينيه يقوم بها كل صباح, إلى جهازه المحمول والذي تركه يعمل قبل ان ينام لتحميل احد الافلام الجديدة في السينما الأمريكية. وبعدما فتح الماسنجر وجد ساره متصله, سبقته بالترحيب ورد عليها وتحدثا عن امور كثيرة لم يتحدثان عنها طيلة الاسبوع الماضي فسألته عن اختباراته وسألته عن الدكتور الممل وعن الخلاف الذي كان بينه وبين الدكتور.. سألته كثيرا وكانا مستمتعان معا هو يسأل عن اخبارها عن اعمالها وعن جديدها وهي تسأله عن اختباراته ودراسته.. وبينما كان يتحدث معها رّن جواله وكانت شهد هي المتصل اعتذر من ساره وذهب ورد على شهد وتحدث معها وضحكت على صوته الذي يدل على انه لايزال فوق سريره وبعدما تحدثا لأكثر من ربع ساعه ودعته ورجع هو إلى ساره وتحدث معها واخبرها انه ينوي الذهاب إلى الحلاق.. ضحكت هي وطلبت منه عدم الحلاقه حيث انها تعتبره اكثر وسامة بشعره الطويل وحتى سقوطه وتغطيته لجزء من جبهته.. أخجله تعليقها وقال انه سيذهب للحلاق لترتيب شعره وتنسيق الشعر وخصوصا من الجانبين ثم سألته سارة "لم تعلق على شعري على الرغم من ان الكثير يتحدث عنه, وبكل تأكيد يهمني رأيك اكثر من كل الناس :$ ؟"
 
ضحك فيصل مرة اخرى وهو يتذكر كيف كان شعرها ويتذكر شكلها ,ثم قال لها "هل تتوقعين أن أقول انه لم يعجبني؟ كيف يمكنني ذلك وساره هي من صففته؟" ضحكت كثيرا ثم قالت "اذا, سأذهب معك للحلاق لنحلق معا، ام يعجبك وهو طويل؟" قالتها وهي تحاول ان تعرف كيف هو يفضل شكل شعرها, فهو قابلها ثلاث مرات في كل مره كانت تصفف شعرها بطريقه تختلف عن الاخرى، قال "جميل شعرك وهو طويل, ولكن شخصيا افضل الشعر القصير وأتوقع انه سيناسبك كثيرا.. إلى أسفل رقبتك اعتقد انه سيكون جميل جدا؟" ضحكت وقالت "قالت لي ذلك صديقتي رهف ولكنني اعتقد الطويل اجمل ولم اجرب أن اقصره!!”
ودعها وخرج إلى الحلاق وبعدما إنتهى من الحلاق ورجع الى الشقة اتصلت به سارة على جواله واتفقت معه على الغداء غداً يوم الخميس حيث إنها هي ستكون في البنك لانها لم تكمل بعض الاعمال.. وافق سريعا ودون اي نقاش..
****
ساره أخبرت رهف بانا ستخرج للغداء مع فيصل وطلبت منها ان تقوم ببعض اعمالها. جلست رهف تعمل في مكتب ساره وكانت تنظر الى الساعة بين الفنية والاخرى, حتى دخلت ساره وقالت رهف ساخره "ساعتين غداء!! يبدوا انهم قد ذبحوا لك وفيصلك سمكةً كبيره" ضحكت سارة كثيرا ثم قالت "سبحان الله! من أخبرك بأن غدائنا كان سمكا مشويا" ضحكتا سويا ثم طلبت رهف من سارة وكعادتها دائما ان تخبرها بكل ماحدث...
جلست سارة وبدأت تقص على رهف منذ ان جلسا على الطاولة بجانب بعضهما ولم يجلسا كبقية الناس متقابلين, وقالت "تقريبا, اتفقنا على أكثر التفاصيل الصغيرة وكما انه هو من اختار موعد الزواج ودار بيننا حديث طويل عن الامور كلها, يوم الاثنين بعد القادم هو اختياره حيث إن إختبارات منتصف الفصل قد بدأت وبعدها سيتفرغ لي -قالتها بخجل ممزوج بضحك- وسوف ابدأ بالبحث عن الشقة المناسبة خلال هذه الفترة... فهو قد فاجئني بقرب الموعد وهو شي لم أكن اتوقعه من فيصل بالذات"
ضحكت رهف ثم قالت" انا اعرف شقة قريبة من منزلنا وجميله جدا دخلتها انا وأخي وبكل تأكيد ستعجبك, بالإضافة إلى جمالها فإنها لا تبعد عن منزلنا إلا شارعين فلن تجعلي فيصل يأخذك الى البنك, فسوف تذهبين معي. ولكنني الآن أريدك ان تبدأي في اقناع اخيك... فهي الخطوة الاصعب في زواجك من فيصل"
كان منزل اخيها لا يخلو من مشاكل ساره مع دانه, وكانت ساره تحاول ان تبتعد قدر الامكان من دانه وتتحاشها، وأصبحت تتجنب وجبة الافطار فصارت تقضي صباحها في غرفتها فهو أسلم لها, دخلت المنزل وقد كانت تجلس دانه في الصالة تشاهد احدى المسلسلات التركية جلست سارة معها ثم قالت "ألم تبقوا لي من الغداء ولو شيئا يسيرا؟" قالتها وهي تحاول ان تستفزها ولكي تجذب اهتمامها وتشغلها عن المسلسل, وبكل غضب قالت دانه "لا انتظري قليلا, فسوف اقوم لأعد لكِ ماتشتهين ولكن لم تقولي لي ماهو نوع عصيرك المفضل!!ضحكت ساره ببلاهة ثم قالت "عصير الأناناس مفيد جدا للهضم والعظام كما انه يعالج الكوليسترول, وطعمه شهي..” لم تكمل كلامها لتصرخ دانه بسبب ان سارة اشغلتها ولم تستطيع ان تتابع مسلسلها المفضل وقالت "رجاء دعيني اتابع وإلا..” لم تكمل كلامها وسكتت. جلست سارة ساكته تنظر إليها وهي تفكر في طريقة لفتح الموضوع منها... وبعد صمت لم يدم طويلا نطقت سارة "امممم... يبدو لي انكم قد مللتم من وجودي هنا..” انفجرت دانه ضاحكة ثم اتبعتها بكلمة "جداً جداً!!" ابتسمت ساره ووصلت للنقطة التي تريد ان تصل إليها عاجلا بعدما توقعت في انها ستعاني للوصول الى هذه النقطة لكن متابعة دانه للمسلسل وإندماجها مع الاحداث لم تكن تريد اي مقاطعة من المستفزة سارة!! ثم قالت ساره بطريقة جديه بعض الشيء حيث ابتسامة ساره لاتزال على محياها "دانه, سأخرج من بيتكم" نظرت دانه الى سارة بدون ان تلفت ثم قالت " إلى اين؟ ...لايوجد لديك في هذه الدنيا إلا اخيك حفظه الله" قالت ساره "آمين" وسكتتا مرة أخرى وبعد ان انتهى المسلسل صفصفت دانه شعرها وهمت بالوقوف قالت لها ساره "انتظري, اريدك في موضوع" جلست دانه باستنكار شديد فهي لم تعتاد على طلب مثل هذا من ساره ثم قالت ساره "قلت لك قبل قليل انني سأخرج من بيتكم" استغربت دانه واختفت ابتسامه كانت على وجهها ثم قالت " تخرجين إلى اين؟ ثم انني أعلم واقدر وضعك بانه لايوجد لديك الا أخيك ولذلك انا لااريدك ان تخرجين من بيتنا فأنتي جزء من عائلتنا...” شعرت سارة بإحراج شديد من كلام دانه وكانت وأحست بمشاعر اخويه تجاهها فعلى الرغم من كثرة الخلاف بينهما إلا ان كل واحدة منهما كانت تحب الأخرى وما يحدث بينهما كان يعتبر نتيجة للملل وخلاف اخوي كطفلتين تشد احداهما شعر الاخرى لأنها لمست إحدى عرائسها أو استخدمت ربطة الشعر الخاصة فيها.. قالت ساره بكل جديه " اشكرك يادانه على مشاعرك.. ولكنني اريد ان اتزوج" عجزت دانه عن كتمان ضحكتها ثم قالت "ومن يكون سعيد الحظ؟" قالت ساره بابتسامه خجوله "أخ صديقتي حنان, يبدو لي انك لاتعرفينها"
-نعم لا أعرفها..
-هي صديقتي وتعرفت عليها في اثناء تواجدي في احدى فروع البنك.
أُعجبت ساره بنفسها حين استطاعت أن تطبخ القصة بشكل سريع وبكل عفوائيه,, قالت رهف "وهل الخطبة في مبنى البنك تعتبر طريقة رسمية, ألا يوجد لديك اخ؟" ضحكت ساره وقالت لم أحب ان احرج صديقتي حنان وأخيها وقد اخبرتني صديقتي رهف في ان حنان اتصلت بها لتسألها عني... كما انني اخاف ان اخي لن يوافق... اتمنى ان تساعدينني!!" ضحكت دانه ثم قالت "انت من اليوم عدوتي لاتكلميني..-ضحكت قليلا ثم تابعت كلامها- وسوف اقنع زوجي الليلة!!" انفجرت سارة ضاحكه وعرفت ماهي خطة دانه ثم قالت لها ((ان كيدهن عظيم)) ضحكت دانه ثم قالت "لاتنسي انك تدخلين تحت (هن)” ضحكتا سويا وقامت دانه إلى غرفتها.

السبت، 11 يونيو 2011

التضحية... الجزء التاسع عشر +كلام كثير


-19-

-19-
انطلق فيصل إلى مبنى البنك وهو يفكر كيف يصيغ كلماته لسارة وكيف يخبرها بشروطه، وفوق هذا كله كان متحمسا لرؤيتها مجددا. بالنسبة لفيصل فالجلوس امام ساره ولو كانت صامتة فإن الصمت من ذهب ولو تكلمت فهي أجمل وأعذب من نطق.
***
بقي خمس دقائق، كانت رهف تجلس مقابل مكتب ساره وتتحدث مع إحدى الموظفات فقط لتمضية الوقت وتبرير وقوفها في ذلك الممر فهي كانت تنتظر وصول فيصل ولكنه لم يصل وتمر الدقيقة تلو الدقيقة, ولم يظهر فيصل, شعرت رهف بحزن شديد فهي تعلم قيمته لدى صديقتها سارة وتعرف أنه هو من جعلها تستمتع وتتغير للافضل حتى في ادائها الوظيفي. ساره اغلقت باب غرفتها وعلمت رهف في انها في ذلك الوقت تبكي بحرقه فهي تعلم ان سارة كانت متفائلة جدا بقدومه حتى مع انه كان يتهرب منها. كانت المرة الأولى التي تتواعد هي وفيصل على شيء ويتأخر عليها فهو بالعادة يسبقها، فقد تأخر اليوم ومضت سبع دقائق، في كل دقيقة كانت ساره تشعر بخنجر يخترق صدرها ويسحب النصل إلى الأسفل ويقطع أحشائها ويخترق قلبها.
اما فيصل فقد علق في زحام شديد وما أن تخلص منه حتى انطلق مسرعا وهو في طريق العزيزية إلتقط "ساهر" صورة له توضح انه كان منطلقا بسرعة 160 كيلو مترا في الساعة وقد وصل إلى البنك وقد تصبصب على جبينه بعض قطرات العرق فالجو كان حارا، كما ان فيصل لم يستخدم مكيف سيارته فهو لا يزال على النظام الشتوي ويخاف ان يستخدمه فيصاب بالزكام أو أن ترتفع حرارة سيارته فلا يصل إلى البنك. نزل عند باب البنك وحاول تعديل ملابسه التي لم يكن مستعدا ابدا لمقابلة ساره بمثل هذه الملابس وفكر في العودة إلى الشقة والاعتذار لاحقا من ساره، وعندما فكر بعمق توقع انه إن ترك سارة اليوم فقد لاتحصل له فرصة للحديث معها لاحقا. رمى قطعة العلك التي كانت يمضغها وصفصف شعره الطويل ودخل المبنى، بحث عن المكتب رقم 221 حتى توقف أمامه.
نظرت إليه رهف وقد شقت الابتسامة وجهها ثم طرق الباب بعد ان ألقى نظرة على ساعة جواله، ولم يتلقى ردا... طرق الباب عدة طرقات أخرى وبعدما شعر بالملل، هم بالمغادرة بعدما ظن ان سارة قد غادرت فهو قد تأخر عليها 12 دقيقة!! كانت رهف تراقبه من بعد وتتمنى لو انها تلحق به وتوقفه وتقول له أن ساره بالداخل، وبعدما خرج من مبنى البنك أصيبت رهف بإحباط شديد ورغبت في البكاء وتمنت لو انها تدخلت ولكنها لاتعرف لماذا وفي ذلك الوقت لم تمتلك الجرأة لكي تتحدث مع فيصل أو حتى مع ساره جلست على الكرسي المجاور، ودخل فيصل مرة اخرى وعاد يطرق الباب وظلت هي تراقبه بدهشة ثم مرّ موظف بجانبة فسلم عليه فيصل ثم سأله عما اذا كان هذا مكتب ساره؟ فأجاب الموظف بالايجاب.. وعاد فيصل ليسألة عما اذا كانت غادرت؟ قال له الموظف انه لايعتقد ذلك...
فضَّل فيصل محاولة فتح الباب فهذه المواقف بحاجه إلى بعض الشجاعة، فتح الباب بهدوء ثم نظر الى ساره فقد كانت قد وضعت رأسها فوق الطاوله وكانت تبكي وكان صوت شهقاتها مرتفعا. خنقتة العبره إلا انه تماسك, واغلق الباب كذلك بهدوء, لم يدري هل شعرت به ساره؟؟ أم انها لاتدري انه موجود هنا؟؟ إستمر ينظر إلى خصلات شعرها المتناثر ويسمع صوت بكائها كالطفلة التي تحاول كتم بكائها ولاتستطيع. ثم قال بصوت مليء بالحنان والاشفاق "ساره!" تحركت ساره قليلا ولم ترفع رأسها ثم عادت إلى وضعيتها باكيه وكأنها غير مصدقة وجوده، ثم قالها مره أخرى، فرفعت رأسها!! والتقت عيناهما، لم تكن مصدقة ماترى، مسحت دموعها سريعا ومن ثم وقفت وقالت "فيصل!!" وابتسمت فكانت ابتسامتها كأنها المطر قد اصاب ارض جدباء وبينما كان واقفا ينظر إليها بدهشة ولم يطول الوقوف بل قفزت ساره عليه لاشعوريا وعانقته وهي تبكي، وتقول "تأخرت علي اليوم!!" وتكررها, احاطها هو بيديه، وبينما هي كانت مسندة رأسها على كتفه والدموع تتساقط من عينيها قالت "ضننت انك لن تأتي و..." لم تكمل حديثها بل رفع فيصل رأسها بيديه وجعلها تنظر في عينيه ثم قال لها "انا احبك!!" استمرت تنظر إليه وهو ممسك رأسها بكلتا يديه إبتسمت ثم طبعت قبله على خده!! ثم قام هو وقبلها ومسح دمعتها التي كانت على خدها.
جلسا مقابل بعضهما وقد اخرجت ساره علبة شوكلاته من الدرج وقدمته إلى فيصل، وبعد محادثه بسيطه تحدثا عن احوالهما قالت ساره "ظننت في انك لن تأتي اليوم، لأنك وفي كل الايام الماضيه لاتتحدث لي مثل السابق. والآن انا سعيده جدا بموافقتك رؤيتك!!"
ضحك فيصل ورد عليها " طوال الايام الماضيه كنت افكر فيك صدقيني!! ولكن كنت أرى انني لا استطيع الزواج منك وكل الايام السابقة كنت لا أرى إلا المعوقات، حتى فكرت جيدا وعرفت الطريقة المناسبة للزواج منك!!" احس فيصل بالإحراج الشديد وهو يقول كلمة الزواج!! إبتسمت ساره ثم سألته عن كيف يريد ان يتم الزواج وما هي الطريقة التي يقول انها مناسبه.صمت فيصل طويلا.. كان يفكر في كيفية ايصال فكرته لساره دون ان يجرح مشاعرها وبعد صمته تحدث " أنا ياساره لن أخبر احدا في زواجي منك و..." قبل ان يكمل جملته قاطعته سارة قائلة "صدقني ذلك ماكنت اريده، لست اريد ان يعرف احد بزواجنا" نظر فيصل إلى عيني ساره ثم ابتسم وقال "ولكن لدي كذلك شروط واتمنى ان توافقي عليها" ضحكت ساره وقالت "انت تأمر يافيصل!" ابتسم بخجل ثم قال بعدما اختفت الابتسامه فجأه "سأتزوجك بشرط ان اترككِ بعد تخرجي من الجامعه أي بعد حوالي ثلاث سنوات" نظر إليها بحزن وهو يعلم انه سيذيقها تجربة تشبة زواجها الاول الذي طلقها! نظرت هي إليه ثم قالت "ولماذا؟"
-
لأني لان اخبر اهلي بزواجي منك، وبعدما اتخرج سأتزوج مرة اخرى!
-
انا موافقه. وصدقني ذلك ماتوقعتة منك, وهل لديك ماتخبرني به ايضا؟
-
نعم
بدهشة شديدة قالت "ماذا؟؟"
-
انتي مدعوه اليوم على الغداء!!
ضحكا سويا وثم قالت "ثواني البس عبائتي وارتب مكتبي" وقامت ترتب بعض الاوراق ثم قام فيصل يساعدها ويرتب معها اعمالها ثم جلب عبائتها المعلقه بجانب الباب والبسها إياها ثم خرجا سويا.
ركبت معه في سيارته وذهبا إلى مطعم (بيتزا هت) حيث كان قريبا من البنك وفي اثناء جلوسهما وحديثهما رنّ جوال فيصل وكانت شهد! إرتبك فيصل قليلا ورفض المكالمة، تكرر اتصالها وفي كل مره يقطع المكالمة حتى قالت له ساره "رد، فربما يريدك احدهم في موضوع مهم" قال فيصل "لا يوجد لدي الآن ماهو اهم منك" بعدما انتهيا من غدائهما وعادا إلى مبنى البنك قالت ساره لفيصل"يجب ان نتحدث عاجلا وقريبا بخصوص...” وقبل ان تكمل كلامها ضحك فيصل وقال "بكل تأكيد!! ويا حبذا لو انتهينا قبل بداية الاختبارات" ضحكت سارة وودعته وافترقا,,

=============
تاخرت عليكم... أعترف,,,
لي كم يوم وانا ابغى اكتب تدوينة عاديه مافيها ساره وفيصل لكن كلما اتذكر القصه أوقف والغي الفكره...
طبعا القصه الآن ابشركم اكتملت على جهازي فقط تنتظر بعض التعديلات اللي تصير في وقت تنزيل القصه... يعني اغلاط املائية وبعض الكلمات التي تحتاج تغيير او بعض الجمل تحتاج ترتيب<< وش بقى,,,
المهم مثل ماقلت انه ودي انا اكتب تدوينات ثم الغي الفكره عشان القصه حتى اني اليوم ماكنت ناوي اني انزل جزء... حتى جائت الشعرة التي قصمت ظهري وليس ظهر البعير... اختبرت اليوم بلا فخر مادة هندسة ميكانيكة... ذاكرت مده طويله للاختبار وفي الاخير سؤال عليه 25 درجه من100 تركته فارغ... الوقت ماكفاني وانا شخصيا كنت اتوقع ان الاختبار سينتهي بعد نصف ساعه... ولكن تفاجأت من الدكتور ((البارد)) يسحب الورقه.. اتذكر جدتي يوم كانت تقول تقول لي وشو مهندس ميكانيكي هندي جالس في حفرة زيت ويحوس في السيارات. والله اتوقع الهندي اللي في حفرة الزيت احسن مننا...عموما اتوقع اني لعنت المادة كثيرا فلن العنها هنا واجرح مسامعكم بكلمة خارجه عن النص...
ننتظر الدرجات والله يستر... شخصيا كنت على امل اني اجيب درجه حلوه بالماده... اما الان اقول ان شاء الله الدكتور يصير كريم "جدا" ويعطيني c+ أو c. بعد ثلاث سنوات قضيتها بلا فخر في جامعة الملك فهد... لم اعد اشعر بأني طالب ابدا أو حتى آدمي حرّ.. الله يعدي السنتين ونص الجايه على خير...وان شاء الله نطلع بكامل قدراتنا البشريه... من يصدق ان امس الجمعة جميع طلاب الجامعة تقريبا كان عندهم اختبار... ولا يوم راحه!!
خلونا من جامعتنا الغبية ذي وضيقة الصدر حقت الاختبارات... الزبدة وحشتوني وانا من زمان ودي اكتب فيذا بس مالله اراد... كان ودي أخلي ذي القصه كتاب مطبوع وتواصلت مع احد دور النشر وقالوا لي ضبطها املائيا وكذا وراجعها وجبها... عاد بديت من اول الاجزاء وعدلت اول جزئين بعدين بدت الاختبارات ووقفت  ومليت... اشتقت للتدوين واحب اقول لكم ترى الجزء الاخير هو الجزء رقم 22 ((خبر حصري))ههههههه
الله يجعلني دائما اراكم بحاله تسرني وتسركم... اليوم قد اكون متشائم ولكنني فضلت ان افضفض هنا

السبت، 7 مايو 2011

التضحية... الجزء الثامن عشر

 -18-


للرجوع للجزء السابع عشر اضغط هنا
-18-
الحرب التي اندلعت في رأس فيصل وبعد ورقة دستها ساره في يده جعلته يكره ذلك اليوم الذي إلتقاها فيه. كان يود ان يتكلم مع ساره لاهياً, ويضيع معها الأوقات ويستمتع بالحديث مع فتاة ولم يعلم أنها ستزرع حبها في قلبه، ثم وفجأة يشعر بان تلك الشجره التي ارتوت بدمائة ستُجتث منه، وهو من سيجتثها بيديه. ثم يتذكر صديقه الذي يأخذ منه الواجبات المدرسية دائما "أبو حيمد" وكيف كان يتحدث عن قائمة جهات الاتصال في الماسنجر الخاص به، بالإضافه إلى هاتفه النقال، وكيف كان يقضي الليالي في الحديث مع الفتيات، وكان يقول لفيصل "هل تريد ارقام بنات؟" فهو يتعرف عليهنَّ في الأسواق وفي الشارع وعلى الكورنيش واحيانا يدخل معهن في المقاهي التي لايمكن للفتيات ان يدخلنها إلا بوجود محرم. فأحمد كان يتميز بوسامه تجذب الفتيات فجسدة العريض والطويل وشعره المرتب والمتناسقة مع حلاقة ذقنه (الديرتي!!) تجعله مميزا بين اصدقائة. كانت احاديث أحمد سابقا بالنسبة لفيصل فلما مثيرا, يتمنى فيصل ان يكون هو بطله. وبعد ان تعرف على ساره شعر بسعادة أحمد مع فتياته وعاشقاته، ولكنه يتوقع ان أحمد لم يحب ولا واحده من تلك الفتيات مثلما احب هو ساره!!
يحس بأنه مشتاق إليها ولكن السبيل وطريق الوصول إليها صعب جدا، فهو لايعتقد انها ستبقى مثلما كانت معه قبل أن تعطيه الورقة، وكيف كان تعاملهما جميلا وكانت المحادثة وجبه ممتعه جدا لفيصل. ومع ذلك فهو يستطيع ان يكون أقرب إليها ويتزوجها مثلما إقترح عليه الراديو في الرياض، زواج مسيار، وبكل بساطه ولا احد يعلم عنك شي، ذلك ماوسوست به نفس فيصل ولكن العقبه التي ستضل أمامه اهله ومجتمعه، وكيف سيستمر بهذا الزواج؟؟
دخل فيصل شقته بعدما أخذ جوله في الشارع برفقة سيجارته, وبعدما فكر جديا في التخلي عن ساره، قام بالاتصال على "أبو حيمد" وتحدثا عن الفتيات، قال فيصل ساخرا "ان فتاتي تركتني، فهل نجد لديك البديل؟" ضحك احمد وقال "كم فيصل عندي انا؟... انت تأمر يا أبو الفياصل, كل مافي جوالي تحت امرك، ولكن عدني بأن نذهب أنا وانت يوما الى السوق ومارأيك بشاليهات على (الهاف مون)!! فإن هناك الجميلات هناك يرقصون ويغنون وتستمر السهرات حتى الفجر، ولا تدري قد تأتيك إحداهن في الشقه، ولكن خذ حذرك في ان يكون رفاقك معك!!" وانفجرا ضاحكين. إنتهت المكالمه دون أدنى فائدة لفيصل حيث كان يود لو انه يستطيع ان يشرح لأحمد طلب ساره، ولكن أحمد لم يشعر ابدا بالحب الذي في قلب فيصل تجاه ساره.
فكر فيصل في الفتيات الراقصات والمغنيات والتي قد تاتي احداهن للشقة على كلام أحمد، فذلك كان سقف امنيات فيصل, أن يحصل على فتاة تأتيه في الشقه يضحكان معا ويتعانقان، وربما يقبلها كما في كل الأفلام! "تلك هي المتعه!!" قالها فيصل وهو جالس امام جهازه في شقته ويتذكر احاديث احمد الساحره.
رساله جديدة, واضائت شاشة جواله, اخذه ببرود ليرى ماهي الرساله فهو إعتاد على رسائلة اما ان تكون اعلانا مملا وغير مفيد أو صديق "طفران" ارسل له (اتصل بي). كان احمد هو المرسل وقد أرسل إليه رقم فتاة اسمها شهد، يقول انه سبق وأن قابلها في مقهى على الكورنيش ويقول أنها جميله جدا وفاتنه. إتصل بها فيصل ليشبع فضوله ويقتل ملله، وبقى يتحدث معها لأكثر من ربع ساعه. كان صوتها جميلا وواضحا عليها تصنع الدلال المثير لكل الرجال، وضحكتها المتغنجه. واستمر الحديث حتى استأذنت وقالت انها ستذهب لترقص مع بنات عمها في القبو. لم يشعر فيصل أنه يتحدث معها مثلما يتحدث مع ساره. فهو مع شهد فقط لأجل غريزه, ولأجل رجل وإمرأه وليس لأجل شعور في القلب اسمه "الحب"!!

وذهب إلى فراشه ليعلن نهاية يوم السبت ويعلن انه سينتهي من فتاة اسمها ساره. وفي الصباح الباكر, وهو في الجامعه صدفةً قابل صديقة احمد، الذي بادر بسؤاله عن شهد وهل تحدث معها؟ ضحك فيصل من سؤال احمد واجابه بالايجاب. قام احمد يملي النصائح على فيصل في طريقة الحديث مع الفتيات ويكتشف في انه لم يكن هكذا في كل محادثاته مع ساره. ولكن احب ان يجرب نصائح احمد وقال انه سيتصل بشهد بعد صلاة العشاء.
خرج فيصل من المسجد, وفي طريقه إلى الشقة كان يتذكر الواجبات والتقارير التي يجب عليه ان ينتهي منها رن جواله ورفعه ووجد شهد هي المتصل، تحدثا بمتعه وجرأه أكثر من محادثة البارحه واطلاق النكات وضحكة شهد وطريقة حديثه وكذلك سخريتها منه، كل ذلك يجعل فيصل يضحك بشكل هستيري وجعلته يتخلى عن خجله بشكل كبير واصبح يرد عليها بسخريه. ولم يكن يود أن ينهي المكالمه ابدا ولكن اعتذرت شهد وقالت انها ستذهب إلى السوق.
وبعد تلك المكالمه الممتعه والمنتهية، يمر الوقت في يوم الاحد ببطء قاتل على فيصل، وكذلك على ساره! فهي كانت منذ بداية يومها وفي وقت دوامها تنتظره يسجل دخوله في الماسنجر وترغب فقط في حديث بسيط معه, تقلب الصور التي ارسلها لها والكلمات التي كان يكتبها, صورة اسمها وقد كتبه بالبطاطس المقليه، واستخدامه لقطعتين من الدونات وقد قضم احداها وكتب فيها كلمة "SOSO" وقد استخدم الدونات لكتابة حرف الـ"O" وكتب على الورقة حرفي "S"، اضحكتها تلك الصوره وثم خيم عليها شعور بالحزن والأسى مرة اخرى فتجاهل فيصل وإختفائه لفترات طويله وشعورها في انه لا يحدثها بالحماس ذاته قبل لقائهما الاخير جعل بعض الدمعات تتزاحم في عينيها وتحاول ان تمنعها، وتعجز فتنزل على خدها وتتركها بدون ان تمسحها وهي تشعر بها. وفجأه يُفتح باب مكتبها بدون ان يطرق الباب، وتعرف ساره من يفعل ذلك دائما، إنها صديقتها رهف جائت وفي يدها علبة شوكلاته من باتشي. رفعت ساره يديها بسرعه إلى عينيها وتكفكف الدمع وتمسحه من خديها ثم مدت يديها إلى علبة المناديل، وترتبك حينما شاهدت في شاشتها صورة فيصل فتترك المناديل وتغلق الصوره لكي لاتراها رهف. رأت رهف الحزن في عيني صديقتها ولكنها ضلت مبتسمه مثلما دخلت، ووقفت قليلا عند الباب حتى ترتب ساره نفسها ثم جائت وقبلتها ومدت علبة الشوكلا إلى ساره وقالت لها "مبروووك، لقد تم رفع اسمك لتنالين الترقيه"، ضحكت ساره معها وعانقتها، كانت ساره بحاجه إلى ذلك العناق وكأن بداخلها صخب وازعاج، وتود لو تستطيع ان تفضفض لصديقتها. كان عناقا طويلا وكانت ساره تضغط بيديها على رهف ونزلت بعض الدمعات بعد ان اسندت رأسها على كتف صديقتها، شكرتها على مشاعرها ومباركتها وعلى قطعتي الشوكلا التي اخذت، ابتسمت رهف معها وحاولت ان تُضحكها مع وضوح الحزن على وجهها. وجلست على الكرسي الذي امامها، وبدأ الحديث!!
****
وفي نهاية يوم الأحد ومثل كل ليلة عانى كلاهما من النوم، فسارة التي بدا لها وان فيصل إبتلعته الارض، وفيصل الذي يظن أن شهد هي من تستحقه فهي أصغر منه ومرحها الدائم وتغنجها الذي جعله يفكر فيها ويعانق الوسادة لأجلها كما فعل اول مره عندما إلتقى سارة. وهو في سريره يمر عليه كل مافعله مع ساره وكل ماقاله لها وكأنه يعيد الشريط كاملا منذ ان كانا في السوق إلى اللحظه التي هو يتقلب فيها فوق سريره دون أن يشعر بأن النوم سيداعب أجفانه قريبا. وحاول ان يتناسى كل تلك الاشياء لينام، فأخرج جواله وفتح رواية "الخيمائي" والتي كان يقرأها في أوقات فراغة واستمر في القراءة حتى احس بالتعب ونام.
جاء يوم الإثنين, اليوم الذي سيضحي بحبه الأول لأنه لم يستطيع أن يواجه نفسه ومجتمعه وكيف هو سيتقبل من هي أكبر منه؟ وبعدما إنتهى من محاضراته في الساعه الثانيه، وهو في سيارته احب ان يتصل بشهد ويتحدث معها حتى يصل الى شقته، تحدثت معه قليلا وقالت له انها لتوها انتهت محاضراته ضحكت معه قليلا ثم قالت له أن هناك الكثير من الشبان الذين يقفون امام بوابة الجامعه ومن ثم سألته أن كان يود ان يأتي ويقف تحت تلك الشمس التي تسكب عليهم الحرارة سكبا, لكي يرى الفتيات وهن يخرجن من الجامعه، ضحك من سؤالها وقال ان ذلك لايستهويه، فقالت له ان صديقة احمد حصل على رقمها هناك. استغرب من معرفتها بأن احمد هو صديقه وسألها فأجابت بأن صديقة احمد قد اوصاها عليه, ضحكت قليلا وبعدها قالت ان احمد صديق عزيز عليها وطلباته أوامر. انتهت المكالمة بعدما قبلت شهد السماعه في نهاية المكالمة قبله طويله وبدلال كبير جعلت فيصل يخجل على الرغم من انها عبر سماعة الجوال!!
لم تعجبه جرأة شهد مع الشبان فهي ستغلق سماعة الجوال منه ثم ستذهب الى من يقف عند باب الجامعه وتضحكهم وتضحك معهم. وصل إلى شقته وهو ينظر إلى الساعة التي تشير الى الثانيه والنصف وبقي على موعده مع سارة ساعة ونصف, وهو الموعد الذي لن يذهب إليه، وستعرف سارة بانه كان عابثا معها. بقي في غرفته وقد أحس ان كل جدار كان يوبخه ويقذفه وشاشة جهازة الشخصي تلعنه وتشتمه وكل أشيائة التي تشهد بأنه أحب ساره تنظر إليه بإحباط فهناك قد كتب إسمها على كراسته ولونه بأجمل الألوان وهناك ميدالية على شكل حرف "S" وعلى طاولته وساده حمراء على شكل قلب لم يشتريها إلا لأن قلبه قد سكنته ساره!!
ثم يتذكر ساره ودخل الماسنجر ووجدها ورحب بها، فردت هي الترحيب بحراره، ثم اخبرته عن شوقها له, وبكل تأكيد ارتسمت الابتسامه على وجهه، تحدث معها ولم يتطرق إلى موعدهما الذي بقي عليه ساعه ونصف تقريبا!! تحدث معها لعشرة دقائق وثم إستأذن تهربا منها ومن كل شيء كان يحاصره حتى وأثناء حديثه معها وعندما اخبرها بأنه ايضا مشتاق إليها أحس ان شاشته تقول "مخادع!! كذاب!!". شعرت ساره بحزن شديد عندما إستأذن فهي علمت في انه يريد التهرب منها ولايرغب في ان يواصل الحديث معها. وتساقطت بعض الدمعات وودعته، ثم اخبرت صديقتها رهف بما حصل وتحدثت معها قليلا ثم تركتها رهف بمفردها!!
خرج من غرفته التي كرهها اثناء بقائة فيها وتمنى الا يعود إليها، وإنطلق إلى شاطئ نصف القمر (الهاف مون) كان صوت محمد عبده يغني وقد تأثر بالمقطع:
كل شي حولي يذكرني بشيء
حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي آه من تطري علي
الاماكن كلها مشتاقة لك
 وصل الى الشاطىء حيث فضل ان يقضي بقية وقته هناك ينظر إلى البحر وأمواجه وينتظر تلك الساعه والنصف ان تمضي وينتهي كل شيء له علاقة بسارة!! وينتهي فصل من فصول حياته كان في بدايته ممتع جداً, أما نهايته فقد كانت مأساويه. وعندما وصل إلى البحر واخرج السجاده التي اعتاد ان يجلس عليها بمفرده نظر إلى جانبه فوجد شابا جلس هو وزوجته على كرسيين مألين تجاه بعضهما واقدامهما تغوص في الطين ويداعبهما الموج فيغمر اقدامهما الماء ثم يعود، شعر بأنهما مستمتعين جدا وينظر إلى ساعته ثم يقول بقي نصف ساعه ثم اعود وقد ودعت همومي ويفكر بكل شيء جميل في ساره ثم يصرف التفكير عنها في محاوله لنسيانها ويحاول ان يشغل نفسه بالامور الدراسه ويحسب كم بقي له ويتخرج؟ وحتى الدراسه فهي تذكره بساره فهي دائما من تحثه على رفع معدله وقد ساعدته حتى في تنظيم جدوله وكانت تتابع درجاته فهو قد اعطاها رقم حسابه الشخصي في موقع الجامعه لتتابع كل شيء. أحس بأهميتها، ثم تمنى في ان تكون هي اصغر منه!! تمنى لو انه خرج ودرس في البعثات الخارجيه فهي فرصة وقد اتيحت له، كما انه يعتقد في انها كانت ستريحه من همومه وفكر في صديقة هشام الذي اكمل دراسته في امريكا وانه سبق ان اخبره في انه يفكر في الزواج من فتاة مكسيكية فقيره, ولكن بعض المشكلات التي تحدث للطلاب المبتعثين وصعوبة الزواج كانت عائقا له. إبتسم فيصل ابتسامه صفراء وقال "لن أخذلك ياساره"

=========
تمخض الجبل فولد فأرا !! 
اتوقع انكم تقولونه عني... الصراحه شي كويس اني اشبه بالجبل بس مو كويس اني اجيب فار <<تكفى اسكت.. 
المهم ماعلينا اكرر اعتذاري الدائم عن تباعد الاجزاء ولكن الجامعه ومشاغلها... 
واذا جت سواليف الجامعة... تفاجأت الصراحه بآخر موضه عندنا... وانا اشوف مواعيد الاختبارات النهائية اكتشفت ان عندي فاينل يوم الجمعة ياسلام... الجمعه ارامكو وسابك والبلديه والهنود في الرياض يملون البطحاء وفي الشرقية يملون السويكت وفي جده مدري وين يروحون وانا طالب غلبان اقعد اذاكر واختبر يوم الجمعه.. طبعا السبب كان يوم عطونا السبتين هذوليك حقات الملك الاجازه قالت جامعتنا والله لأطلعهن من خشومكم... المهم لا اكثر الكلام لاني بنزل الجزء وابي انام<< ياعيني على السجع... تصبحون على خير... وانتظروني قريبا

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

التضحية... الجزء السابع عشر


-17-

للرجوع للجزء السادس عشر اضغط هنا
-17-
إستيقظ قبل صلاة الجمعه بدقائق وذهب إلى المسجد، وصلى الجمعة دون ان يدري عن ماذا تحدث الإمام في خطبته، ومن ثم عاد إلى المنزل ووجد أمه وقد أعدت القهوة، وجلست هي ووالده. جلس معهما وشرب فنجانين ثم ذهب إلى غرفته!
كان يوم الجمعه وكما هو معروف في أنحاء السعوديه يوم ثقيل على الجميع فغداً يعود الطلاب والموظفون إلى دراستهم وأعمالهم، أما بالنسبة إليه فهناك سفر طويل إلى مدينة الخبر في هذه الليله لتجعله يوما أكثر ثقلا ومللا، وعلى الرغم من ذلك شعر بشوق شديد إلى محادثه مع ساره التي لم يتحدث معها منذ أن وصل إلى الرياض وذلك لأن بيتهم الجديد لايوجد فيه انترنت وذلك يعود إلى شركة الهاتف والتي كلما إتصل بتلك الشركه (وهي بالمناسبة شركة واحده في السعودية فقط) قالوا له "البوكسيه مليئة"... كان يتلهف إلى محادثةٍ مع ساره ويخطر في باله انها لاترغب فيه إلا بعد أن يوافق على عرضها... ولكنه ابدا لم يتخيلها زوجة له!!! ولن يقبل بذلك لأنه لم يحبها كزوجه بل هي بمثابة صديقةِ تركي أو نواف وربما أعز قليلا ولكن أن يتقبل ساره كزوجه فذلك اشبه بالمستحيل, وذلك الأمر جعل فيصل يقول وبصوت عالي كلمة "لا" عدة مرات!! وحتى إن تزوجها فهو يعلم انه زواج أغلب الظن أنه سيفشل أما الاسباب فقد كانت تافهه في رأي فيصل ومع ذلك فيصل يعتبرها اسباب تحول بينه وبين الزواج من ساره!!
***
في إحدى مقاهي الخبر كانت ساره تجلس بكآبة وأمامها كوب قهوة, تنظر إلى البخار المتصاعد من الكوب وتجول بنظرها قليلا فوق صفحات صحيفة مرميه على الكرسي الذي كان بجانبها وتفكر في فيصل الذي احست ونمى ذلك الإحساس وتحول إلى هاجس يلحقها في كل مكان، فهي إعتادت على الحديث معه وإخباره كل شي في حياتها. أحست بنيران الشوق تحرق جوفها وذلك الهاجس يصب الوقود على النار فذلك الشوق الذي كان يقطّعها كان يقول لها ان فيصل سيتركها وسيتخلى عنها لأنه لايرغب في الزواج منها... تقتلها الأسئلة والأفكار.. ففيصل لايزال صغير السن مقارنة بها كما انه لم يجرب الزواج من قبل ولم يتحمل المسؤليه. كما ان لديه والدين وهي لاترغب في ان تسرق أحلامهم وترمي بها بزواجها من إبنهم الذي كان آخر مايفكران به هو أن يتزوج أبنهما دون علمهما. كما انها قامت بالتفكير في شخصية فيصل فهو كان يحترم ويقدر والديه كثيرا وربما يخاف منهما!! ولايرغب في فعل شيء دون علمهما كما أن والدته تتصل عليه يوميا ويقول لها كل شيء عن يومه وأين ذهب؟ وماذا فعل؟ وتتذكر حينما كان يخبرها بأنه سيشتري "عود" ليتعلم العزف عليه، وبعد فترة بسيطه أخبرها انه لم يعد يرغب في شراءه لأن والدته رفضت رفضا شديدا!!
يقطع أفكارها صوت سحب الكرسي المعدني فوق الرخام محدثا صريرا مزعجا لترفع رأسها فتجد عنده رهف... تقوم وترحب بها وتحمد الله على عودتها بالسلامه... جلستا معا وإستنكرت رهف الحزن الظاهر على وجه صديقتها فقالت لها ساره انها مشتاقة جدا لفيصل، وبنبره حزينه جدا اخبرتها انها تخشى انه يرفض الزواج منها مع انه حق له وهو المتوقع كذلك.. حاولت رهف مواساة صديقتها ساره وأخبرتها ان هناك غير فيصل كثير... لكن ساره لم تكن مقتنعه ابدا.. ثم تسألها عن وضعها المالي وكيف لو وافق فيصل ستستأجر شقة وتصرف على نفسها وفيصل كذلك وكيف ستقنع اخيها بفكرة الزواج منه؟ ضحكت ساره وقالت لها انه بعدما توظفت اصبح وضعها المالي مريح وأنها قد وفرت مبلغا لابأس به حيث ان راتبها في البنك يعتبر راتب مرتفع وأما عن مسألة إقناع أخيها فهي تفكر في أن تستخدم زوجته دانه لأقناعه... تحدثتا كثيرا ولكن ساره لاتزال مستغربه من تغير معاملة فيصل لها بعد الرساله حيث انه لم يعد مثلما كان، فهو أصبح جافا معها كما انه في يوم الخميس لم يتحدث معها ابدا على الرغم من أنه دخل الماسنجر لكنه لم يلبث طويلا حتى سجل خروجه وكانت هي متصله في وقت تسجيل دخوله وإستغربت ذلك التصرف منه.
***
عاد فيصل إلى الشرقيه ولاتزال الأسئلة تدور في ذهنة وبلا توقف وتساؤلات كثيره وكيف سيتحمل مسؤلية الزواج. وبينما كان يفكر في ذلك الطريق المظلم والطويل والذي لايرى فيه إلا انوار السيارات القادمه في الجهة المقابله، أو الأنوار الحمراء للسيارات التي يتجاوزها. كل افكاره كانت تدور حول كيف سيتحمل غياب ساره؟ وما ذنبها في أن احبته واحبت ان تسكن معه؟ ولو وافق وكانت هذه مجرد قصه خياليه ابتكرها فيصل ليؤانس وحدته بقصه زواجه مع ساره فتتكاثر الاسئلة المسليه والمحبطه في آن واحد... فماذا سيكون اسم ابنهما الاول؟ وماهي ردة فعل والديه؟ وعن مدى الراحه التي كان دائما هو وناصر يتحدثان عنها وكيف ستترتب الحياة بعد الزواج؟ وكم سيستمر زواجه منها؟؟ وهل يستطيع ان يعيش مع من عبث معها في أحد الأسواق؟؟ ولكنه ورغما عنه احبها مع انه كان عابثا لا أكثر!! إلا انه في ذلك الوقت كان يشعر بشعور لايوصف تجاهها فهو احبها جدا!!
أنوار السيارات تومض امامه وكل السيارات تهدىء من سرعتها، يرتبك فيصل فيهدىء من سرعته حوالي 50 كيلومترا في الساعة ليصل الى السرعة القانونيه ويقول "الله يستر, يبدو لي انه امامي حادث" وبعد أن إقترب من المكان الذي كانت فيه السيارات وجد كاميرة خاصه بنظام "ساهر" لرصد المخالفات المروريه. ضحك فيصل وقال ضاحكا "فليحيا التعاون".
وصل إلى الشرقية وبعدما دخل الشقه اتصل على والدته واخبرها بوصوله، تحدثا قليلا وكانت امه هي من يطرح الأسئلة وهو يجيب، وانتهت المكالمه. رتب ملابسة التي سيرتديها غدا السبت للجامعه، وترك البقية في حقيبته حتى يرتبها في يوم آخر. وذهب إلى فراشه وكان مستعدا لأن يتقلب كثيرا قبل أن ينام، فذلك الشعور المحبط والذي يشعر به دائما إستطاع هو التعايش معه وقبوله كضيف يزوره يوميا قبل النوم، كما انه احيانا يأتي مع حموضه شديدة في المعده.
***
مرّ يوم السبت كالمعتاد، يوم ممل جدا في بداية كل أسبوع، كما انه يعد هو ويوم الجمعه من الأيام الكئيبة. وقد اثبتت إحدى الدراسات ان يوم الإثنين في الدول الأوربيه يزداد معدل الوفاة مقارنة بالايام الأخرى وكالعاده لايوجد في الدول العربيه ناس "فاضين" يدرسون هل تزداد نسبة الوفاة عندنا يوم السبت؟ ولكن من مات الله يرحمه!! تلك كانت جزء من أفكار فيصل في الباص الذي ينقل الطلاب من المباني الأكادميه إلى مواقف السيارات ليعود إلى شقته.
دخل شقته وأول عمل قام به هو تشغيل جهازه المحمول ثم تغيير ملابسه والعوده إلى الجهاز. سجل دخوله في الماسنجر ووجد ساره، سلم عليها، ثم سأل عن أحوالها واخبارها، وهي كذلك بادرت بسؤاله عن الرياض وكيف قضى عطلة نهاية الأٍسبوع. تحدثا قليلا وكان فيصل يشعر بملل غريب وهو يتحدث معها، إستأذن وقال انه سينام في هذا العصر وأخبرها أن نومه متقلب هذه الأيام. خرج ولم يكن يرغب في النوم، ومع ذلك اتجه إلى سريره الذي تسلتقي عليه وساده مسكينه مثلت دور ساره قبل فترة، أما الآن فيدفعها جانبا ويأخذ مكانها ويغطي رأسه ويدس نفسه تحت الغطاء الثقيل. وتأتي الأفكار، وهو الآن قد إتخذ قرار ترك ساره، والأسئله كلها تدور حول أفضل طريقة من حيث الاسلوب والاحترام التي يتخلى بها عن ساره ومع ذلك فهو يرى ان تركها بلغة الرياضيات يساوي خذلانها وتحطيم قلبها.
يمر يوم السبت ثقيلا كعادته وافكار فيصل حول ساره تكبر مع إقتراب يوم الاثنين وهو اليوم الذي سيفترق هو وساره واكثر من الفراق انه هو من خذلها. يذهب ليتحدث مع صديقه مؤيد والذي قضى مع صديقته "وفاء" ثلاث سنوات تعلقا في بعضهما من خلال تلك الفتره. ذهب فيصل إلى مؤيد والذي يسكن في الحرم الجامعي ويتصل به ويسأله ماإذا كان زميلة في الغرفه موجود؟ ويجيب مؤيد بالإيجاب، فيقول له "اريد ان اتحدث معك على انفراد، هل تود الذهاب إلى المقهى الذي سرقت فيه محفظتك؟" ضحك مؤيد وقال "دقائق أبدل فيها ملابسي".
ركبا سويا وانطلقا إلى المقهى وهناك قال فيصل: قضيتَ ثلاث سنوات مع وفاء!!
مويد يقول وهو مبتسم "لقد اصبحت أربع!!"
فيصل: "ماشاء الله عليكما..." ويقطع كلامه مؤيد قائلا "إلا انه هناك خلاف بيني وبينها ويبدو أنني سأتركها" فيصل استغرب تلك الجمله وإتسعت عيناه ثم قال "لماذا؟؟" رد مؤيد بطريقة تحاول التخلص من الموضوع وكأنه لايرغب الخوض فيه "مشكله، لك أن تعتبرني سببها"
"لايهم, وبما انك فتحت موضوع الفراق أو الترك، يبدو انني سأترك ساره. وأظن انني انا السبب كذلك" قالها فيصل بلهجه حزينه وجاده. إستغرب مؤيد وقال "المشكلة العظمى هي انك انت السبب. هل تعرف ماهو أكثر شيء احزنني في فراقي لوفاء؟" قالها مؤيد بأسلوب شد انتباه فيصل. وقال فيصل بكل حماس وهو يود أن يجر الكلمات المتباطئه من فم مؤيد "ماذا؟"
" لماذا جعلتني اتعلق بك؟ ولو كنت تعلم بهذه المشكله وانك ستعاتبني على مشكله انت سببها فلماذا لم تعتذر من البدايه؟!" قالها مؤيد بلهجه حزينه جدا ثم أتبعها قائلا "ذلك ماقالته لي وفاء وهي تبكي في آخر المكالمات بيني وبينها. وكل ما أتمناه منك يافيصل أن لاتجعل ساره تتعلق بك ثم تخذلها... لاتكن انت السبب في مشكله تحدث لها، وفي جرح لايندمل" سكتا الاثنين فجأه.
كان فيصل ينظر إلى مؤيد ولسان حاله يقول "إن الترك لازم ياصديقي!" تحدثا قليلا وغيرا الموضوع ثم عادا من حيث أتو.
عاد فيصل إلى شقته وهو يفكر بطريقة لايخذل ساره بها. ويفكر بالموافقه على الزواج منها ولكن تكثر امامه العقبات فيلغي الفكره من جديد.

======
احم احم...يقول المثل ان تصل متأخرا خيرا من عدم الوصول
والله اني مشتاق لكمhttp://to0ota.files.wordpress.com/2009/11/0045.gif?w=570... ومشتاق اسولف معكم بس وش اسوي في ساره وفيصل قصتهم عيت تخلص هع هع
واعرف اني تأخرت عليكم لكن المخرج وبعض الممثلين اخذوا اجازات فتأخرنا في اعداد الموسم الثاني من القصه وهذي بدايته...
وان شاء الله ماعاد نتأخر عليكم 
وزي ماانتم عارفين انه الحين اجازه << خلصت وقلت اكتب فيها واستغلها 
طبعا كلمني ناس كثير على الستايل الجديد وأكيد انه بحاجه الى تعديلات ولكن في رأيي يمشي الحال فترة بسيطه...
وبرضو فيه ناس كثيير تكلموا على القصه وناس طلبوا مني اكملها... والصراحه انه طلعت لي فكرت قصه ثانيه وانا على خط الرياض << يعني خط اربع ساعات تبوني اجلس لحالي ساكت 
المهم اني بعد ودي اكتب تدوينات عاديه وانتظر انني انتهي من القصه هذي قريبا بإذن الله 
تحياتي لكم واسف اني تأخرت عليكم http://to0ota.files.wordpress.com/2009/11/0045.gif?w=570http://to0ota.files.wordpress.com/2009/11/0045.gif?w=570

السبت، 12 مارس 2011

التضحية... الجزء السادس عشر



-16-

للرجوع للجزء الخامس عشر اضغط هنا
-16-



آه .. ماأرق (الرياض) تالي الليل ..
في الليالي الوضح ..

والعتيم الصبح ..
لاح لي وجه الرياض ..
في مرايا السحب ..
كفّها فلة جديله من حروف..
وقصة الحنا طويلة في الكفوف
من نده عطر الرفوف..
لين صحاه ..
في ثيابك يا الف ليله..
وفي الهبوب ..

انثنينا يا هبوب النعاس .. والحلم ..
ألف غصن من اليباس .. فز لاجلك .. وانثنى ..
وان عشقتيني انا ..
ما ابي من الناس .. ناس ..
ما علينا .. لو طربنا وانتشينا
آه .. ما ارق ( الرياض ) تالي الليل ..
انا لو ابي ..
خذتها بيدها ومشينا ..
((بدر بن عبدالمحسن))

"فعلا آه ماأرق الرياض" قالها فيصل عندما نظر إلى تلك الأنوار الامعه والتي تتلألأ امامه منبسطه وواسعه في الافق. عندما صعد أحدى المرتفعات قبل دخوله الرياض كانت كأنها في عرس ينظر إليها فيصل ويقول ونظره يجول على تلك الانوار البراقه "سبحان الله... هناك الجبيل وذاك الخبر ورائها الظهران وهذه الدمام... لا لا لا مستحيل!! الرياض اكبر منهن أربعتهن مجتمعات... صدقت يامهندس الكلمة...آآآآه ما أرق الرياض تالي الليل" شقت الابتسامه وجه فيصل رغم الكآبة التي كانت واضحة على محياه بعد أن إقترب من الرياض بعد ان قضى اكثر من 300 كيلومتر وهو يقلب في ذهنة ورقة ساره وتتردد كلماتها على مسامعه وكانت بعض الكلمات تتمرد فتعاتب وتصرخ... نسى كل شيء وبقى يتأمل في تلك الانوار اللامعه فمنها المرتفع والاخر منخفض وممتدة على الافق... دخل الرياض وكان أول شيء ينظر إليه ويستقبله هو سوق الإبل!! نظر إليه وكأنها المرة الأولى التي يراه... يحاول ان يلاحظ اي شيء متغير.. فهو لم يزر الرياض منذ اكثر من شهرين... ينظر في كل الأماكن... كان طريق السفر متعبا بعض الشيء ولكنه كان معتادا عليه في الإجازات... ويتذكر حينما كانت أمه توبخه وتطلب منه قبل كل إجازه ان يترك سيارته في الخبر أو عند الجامعه ويأتي مع أحد أصدقائة راكبا فهي لاترغب أن يكون بمفرده في ذلك الطريق الطويل وكانت تخاف عليه ان يغلبه النعاس وهو يقود سيارته أو أن تتعطل سيارته القديمة بعض الشيء فهي كابرس بيضاء انتقلت له من بعدما إستخدمها إثنان من أخواله... ولكنه كان دائما يمتدح سيارته ويحبها... وتذكر ردّه على والدته بقوله "انا افضل ان أعود إلى الرياض بسيارتي وكل اصدقائي كذلك... واذا اراد احد منهم ان يركب معي فحياه الله... ولكن أفضل حل هو أن تزوجيني الآن لكي تركب معي زوجتي ولا اكون بمفردي!!" كانت هذه دعابة يطلقها ولكنها مقرونة بإحدى امنياته وهي الزواج... والآن يفكر لو تزوج ساره هل ستؤانس وحدته في هذا الطريق الطويل؟؟
يشعر بعدم الارتياح كلما تذكر ساره... فهذه الفتاة وضعته امام موقف صعب جدا فاليوم هو الإربعاء وبقي معه أربعة ايام لتعلم ساره انه سيخذلها!! وسوف يتبين لها انه كان يحبها عابثا ولم يحبها مثلما كان يقول لها إستمرت ذكرياته بالانهمار عليه فتارة يعد كم مرة قال لها أحبك!! وتارة اخرى يتذكر الرسائل التي أرسلها لها والاغاني التي اهداها... ويتذكر كذلك تحويره لإحدى ابيات قيس إبن الملوح فغير إسم ليلى ووضع إسم ساره فأرسل لها
عفا الله عن ساره وإن سفكت دمي         فإني وإن لم تجزني غير عائب
عليها ولا مُبدٍ لِساره شِكاية      وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
يقولون تُبْ عن ذِكْرِ ساره وحُبِّها          وما خلدي عن حُبِّ ساره بِتائِبِ

تؤلمه كل تلك الذكريات... فهو الآن خائن وكاذب.. كان يرى في الأفلام أن بطل الفيلم يضحي بحياته وبكل شيء لأجل حبه بفتاة إلتقى بها صدفه في أكثر الأفلام... وحتى في مسلسل الهروب الكبير (prison break) ضحى مايكل بحياته لأجل ان تحيا حبيبته وبالمناسبه كان اسمها ساره!! يشعر أن صوتا في داخله ينادي وأحب فيصل تسميته بإبليس وكان يقول "مافيش حد أحسن من حد!! ومايكل ليس أحسن منك... ساره التي تحبها يافيصل لاتخذلها هي أخذت ايميلك ذلك اليوم لتطلب منك هذا الطلب الذي أخرته إلى أجل مسمى لترى ماإذا كنت مناسبا لها أم لا ويبدو انك إجتزت كل إختباراتها... ألست تذكر عبارات الإعجاب التي تقولها فيك ولك دائما؟؟ هل ستخذلها بعد أن علقت امنياتها عليك؟"... يسكت ذلك الصوت الداخلي تاركا فيصل غارقا في بحر من أفكاره حتى توقف بالسيارة عند باب بيتهم!!
 ونزل بتثاقل بدلا من شعوره الدائم بالفرح عند دخوله للبيت الذي قضى فيه طفولته ففي هذا الممر ركض ولعب ومرت الايام وكبر ومن هذا الباب خرج ليدرس يتذكر وداعه لجدته عندما عانقته عند ذلك الباب وكيف نزلت من عينيه دمعه لم يراها منذ سنوات عديده عانقته جدته وهي تودعه وتقول له "امضيت 19 عشر عاما وفي كل زياره انتظر دخولك مع والديك... كيف سأستقبلهم المرة القادمه بدون أن اراك تدخل خلفهما" ونزلت دمعتها على كتفه فلما إلتفت وأعطاها ظهره وهمَّ بالخروج تساقطت دمعاته... تذكر كل تلك اللحظات الطويله بينما كان يسير خطوات قليله من الباب الخارجي وحتى الباب الداخلي..
دخل منزله وإسطنع الابتسامه وحيا والديه ورفع اخته الصغرى عاليا وهو يضحك وتلاشت افكاره التي تدور حول ساره عند ضحكة تلك الطفله!! ضحك من قلبه في ذلك الوقت ومرَّ عليه وقت طويل لم يضحك هكذا... فكانت رسالة سارة تعذبة نفسيا وبدنيا!! فكلما تذكر كلماتها شعّر بألم يعتصره في بطنه... ومع ذلك فهو لايزال يحبها!!
انتهى يومه عندما رقد على سريره إستعدادا للنوم، تذكر فجأة أن ساره طلبت منه أن يطمئنها عندما يصل إلى الرياض فأرسل رسالة إلى جوالها ونام!!
إستيقظ يوم الخميس باكرا وبعد يوم طويل وروتيني إعتاد عليه في الرياض، قضاه مع والديه وبعدما صلى العشاء إستأذن وخرج وإنطلق إلى خارج حدود الرياض كان الجو معتدلا وجميلا ولايكون كذلك في الرياض إلا ايام معدوده فإما حرّ أو برد شديدين وإلا كان الجو مليئا بذرات الغبار وقد يكون الجو الأسوأ ويجتمع حر أو برد مع غبار... وصل إلى احد الاماكن بعد ان قطع بضعة كيلومترات وأوقف سيارته وأنزل سجادة صلاة كانت معه وموقد صغير يعمل على الغاز"دافور" اشعله وبنفس الوقت أشعل سيجاره ووضع إبريقا على النار إستعدادا لتجهيز الشاي والذي سيكون انيسته ومصدر الدفء في هذا الجو العليل ونسمات الهواء التي تحرك ثوبه وتداعب اطرافه جلس بمفرده، وكان بحاجه إلى مثل تلك الجلسة التي يختلي بها بنفسة ويبقى يفكر في وضعه ويستجمع نفسه ويرتب أفكاره اللواتي تراصت في ذهنة بدون ترتيب ولاتنظيم, وبعد أن اعد الشاي وانتهى من سيجارتين أخرج الورقة من جيب ثوبه العلوي وبدأ يعيد قرائتها مع افكاره التي تدور حول الإستمتاع برؤيتها تحترق تحت إبريق الشاي... إستمر بالقراءه ثم شعر بأنه اليوم كاملا لم يتكلم ولم يتحدث مع ساره وذلك جعله يشعر بأن هناك شيئا ناقصا في يومه لم يتم، وأنه احس بالشوق والحنين إليها... فقلبه على الرغم من أنه سيخذلها وان ذلك يؤلمه جدا فهو يحبها جدا ويعتبرها اساسا من اساسيات حياته كما انه يستحال عليه ان ينساها مهما فعل وحتى لو أًصابه الزهايمر فهو لايزال يتخيل أن إسمها سيكون عالقا في قلبه لافي عقله!!
شعر بالملل في تلك الأجواء الجميله والبارده في تلك الليله المضيئه بنور البدر، وأحب أن يسمع مايسليه من أغاني فيطرب بها وتؤانس وحدته... فتح الراديو ولعبت الصدفه لعبتها مرة أخرى فالصدفة الأولى كانت عند إلتقاء عينيه بعينيها في ذلك السوق والآن الصدفة الأخرى إشتغل الراديو على إذاعة القرآن بعد إستخدم والده اليوم صباحا سيارته في الذهاب إلى السوق. تحدث المتحدث وكان وعلى ما بدى لفيصل أنه الشيخ الدكتور سليمان العوده يتحدث وكان أول ماسمعه من ذلك الراديو "زواج المسيار هو زواج شرعي ومباح وقائم بالشروط جميعها إلا ان المرأة تنازلت عن بعض من حقوقها كالنفقة" وقبل أن يغير القناة لمعت تلك الفكره في ذهنه وكأنها الحل للمشكلة وأنه لن يخذل حبه الأول ساره.. وعلى الرغم من انه اعتبرها فكره طفوليه ضحك منها فحتى لو تزوجها مثلما قال الشيخ "مسيار" فإن المشكلة العظمى ستكون مع أهله... فليست المشكله هي في نوع الزواج هل هو زواج عادي ,مسيار أو حتى مطيار!! فإن المشكله ستكون كيف يتزوج من هي أكبر منه؟ وكيف يخبر أهله؟ وهل هو سيتقبلها كزوجه أم كصديقه أحبها عابثا؟ إستمرت الأسئله بالدوران في ذهنه!!
عاد إلى أهله وعلى الرغم من أنه قال لهم انتظروني بالعشاء فوجدهم قد إنتهوا من العشاء وأثار امتعاضه انهم لم يبقوا له شيئا ليأكله لأنهم توقعوا انه تعشى خارج المنزل في احد المطاعم... نزل إلى المطبخ وأعد له خبزا وجبنا ثم خلد إلى النوم...
====

كتبت هذا الجزء في ليلة جميله من ليالي الرياض... الاسبوع الماضي...
في هذا الاسبوع... تبدا الاختبارات... واتوقع ان مدونتي يعني ستشهد على نشاط مني... مااتحمس للكتابه الاوقت المذاكره

الأحد، 6 مارس 2011

التضحية... الجزء الخامس عشر


-15-

للرجوع للجزء الرابع عشر إضغط هنا
-15-
وبعد المعاناة التي استمرت طويلا كان فيصل يتقلب فيها فوق سريره، ولايستطيع ان يفكر إلا بتلك الورقه التي فكر في ان يحرقها مع إحدى السجائر ويرتاح منها وينام. فغدا لايوجد لدية محاضرات وكان يمني نفسه بأن ينام نومه طويله ومريحه لأنه كان لايكتفي من نومه طوال الاسبوعين الماضيين وكان يعتقد أنه سيعوض ذلك النوم في هذا اليوم يوم الثلاثاء ولكنه لم يستطع ان ينام إلا متأخرا ولذلك اضطر ان يزيد من ساعات نومه حتى العصر... ثم يستيقظ ويفكر في الغداء ولكن ذلك الحرقان في معدته والتفكير المشغول والعقل الشبه متعطل كلها تجعل فيصل لايستسيغ الطعام... وينظر في الثلاجه فيأخذ بعض من المعلبات ويضعها امامه ومعها قطعة خبز وما إن انتهى منها حتى عاد إلى علبة سجائرة والرسالة المطويه في جيب جاكيته... ويقرأها مرة أخرى... يقلبها.. فكر في ان يحرقها مع إحدى السجائر ويرتاح من الهم الذي سببته له تلك الورقه وينسى ساره ايضا ويعود إلى همومة الدراسيه... بدأ يفكر ان ساره هي من أشغلته عن دراسته وجعلها السبب الرئيسي في انخفاض درجاته في الاختبارات النصفيه... والآن هي تسلب منه راحته في نومه وفي تفكيره وذاك الفيلم الذي قد حمّله وكان ينتظر ان يشاهده على سطح مكتب جهازه لم يعد لدية أي رغبة في مشاهدته... ولكن ساره ذات اهميه في حياة فيصل... كيف لا وهي من سبق وأن كتبت له إحدى واجبات مادة الانجليزي فكان لديه واجب كتابة تقرير يتكون من 700 كلمة حول مشاكل الزراعه في السعوديه وكان لديه في نفس اليوم واجب آخر ومذاكره لإختبار مادة اخرى فتكفلت هي بكتابة التقرير كاملا بحكم خبرتها في البنك وتميزها في مادة الانجليزي وأنجز هو بقية أعمالة راجع التقرير الذي كتبته وكان رائعا، وإن كانت هي قد إستخدمت موقع جوجل للترجمه لتكتب بعض الفقرات فعدَّلَ عليها ماكان واجبا عليه تغييره، وأخذ الكثير من أفكارها واعاد صياغتها... وايضا كانت ساره ملجئا له ليشتكي همومه، وكانت الشخص الوحيد الذي يشاركه آلامه وأحزانه كانت تسمع له دائما... ويشعر انه لايوجد احدا يفهمه غيرها...
ولكن هل يقبلها كزوجه؟ ألم يكون يتمنى الزواج وكان هاجسه الكبير وأنه مادخل الجامعه وعمل وإجتهد إلا ليتزوج؟؟ ولكن كيف يتزوج ووالديه الّذين وثقا فيه وتعبا على تربيته وهما يتوقعان منه ان يتزوج الفتاة التي ستختارها والدته... فكر كثيرا في ردة فعل والدته وكيف سيقترح عليها زواجه  من ساره إذا كان سيتزوجها؟؟ فكر في اشياء كثيره، عمرها الذي يزيد عن عمره بسبع سنوات تقريبا، ولايعرف شيئا عن قبيلتها وأهلها... ثم فكر بالاشياء الايجابيه من الزواج منها وان كان يعلم انه من سابع المستحيلات ان يتزوج هذه الفتاة... فهو لن يستطيع ان يواجه أهله بهذه الحقيقة! ولم يفكر ان يتزوج فتاة أكبر منه! بالإضافة انه لايزال طالب جامعي ولايستطيع ان يتزوجها لأجل دراسته... فكر في جمال وجهها وجسدها الفاتن.. خطر على باله شكلها ذلك اليوم في مجمع الراشد وفي مطعم فدركرز بالتحديد حيث كان تلبس ذاك القميص الرصاصي والمطرز بالعديد من الألوان وكانت قد تركت الزر الأول من اعلى القميص مفتوحا وكانت فتحة الصدر مثلثة الشكل كان فيصل ينظر إلى ذلك العقد الذي لبسته وماجاوره بدون أن يلفت انتباه ساره وتذكر حينما خجل منها عندما نظر إلى عينيها وعندما اراد ان يبعد عينيه فنظر إلى صدرها فأشعرها ببعض الإحراج وكانت نظرته عفويه بعض الشيء، ولكن خجلت ساره فراحت تعدل قميصها وتشده إلى الاعلى وترتبة من جهة الرقبه لترتفع تلك الفتحه... كانت ترتدي حزاما لامعا وعريضا يبيّن منحنيات جسمها بشكل انثوي ومتناسق فقد كان له دور في تحديد خصرها النحيل ثم يتذكر جينزها الازرق الضيق.. وكيف كانت جميله به فتجعل عيني فيصل حيارى إلى ماذا ينظر إلى وجهها أم الى جسدها الفاتن.. فبعد ضيق خصرها من عند الحزام يبدأ جسدها بالانتفاخ والأتساع الواضح من الجينز الضيق والذي كان قد يتبين اثناء جلوسها وانفتاح العبائة السوداء ووضعها لرجل فوق الأخرى..

فالامور الايجابيه الموجوده في هذا الزواج والتي فكر فيها فيصل هي جمال ساره وذلك كان احد الاسباب الرئيسية وأول شيء فكر به... كما أنها هي من ستتكفل بالزواج وذلك يقتضي انه لن يحتاج إلى المال كما انه سيكون مبكرا جدا وهو دائم التفكير بالزواج واشباع غريزته... كما ان هذه الفتاة احبته من قلبها وتعلقت فيه وبذلك سيتم زواجه على فتاة احبها واحبته ويعرف الكثير عنها، ويكون هو من يقرر من هي زوجته بدلا من فرض مجتمعه والناس حوله زوجته التي سيقضي معها حياته... ففكر وهو يضحك على بعض العادات، كبعض القبائل وخاصة البدو، والذين جعلوا كل فتاة لإبن عمها... وذلك الانغلاق في مجتمعهم والذي لايحبه ولايفضله.. ثم  يفكر بالآية الكريمه (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) ثم يفكر في أقول والدته وكلامها وتعصبها عند القبليّه... ناسين أو متناسين ان الحب هو المكون الرئيسي في الزواج. ثم يفكر في أن والدته مع خالاته وبمشورة من عماته سيتشاركون في إختيار زوجته والتي لن يعرفها الا من خلال أقل من ثلاث دقائق إسمها "الشوفه الشرعيه" ثم يدخل على زوجته التي لم يعرفها الا من خلال ثلاث دقائق أو أقل...
يضحك فجأة من تفكيره الذي أحب تسميته بـ"العقيم"، فوالده الذي امضى مع امه ثلاثين سنه لم يكن يعرفها وربما منعه جده أبو امه حتى من الشوفه الشرعيه وبالتالي أول مره نظر والده إلى والدته كانت في ليلة الدخله!! شعور مرعب ولكن أكثر عمليات الزواج في مجتمعه تمت هكذا، ولم يكن هناك حاجه للحب بل هذا الحب يتولد مع الأيام... ثم يقول بصوت عالي "مستحيل!!" ويتسائل كيف أتزوج ساره... هذا ماأحب ان يقول عنه إذا باض الديك تزوجتها!! أو كما قال احد الشعراء الذي كان وحيدا على سطح جزيره بعد غرق السفينه ومن تحمل...
إذا شاب الغراب أتيت أهلي... وصار القار كاللبن الحليبِ
فكر فيصل ان زواجه من ساره مستحيل ولكن ستبقى ساره كما يعتقد هاجسا له وذكراها عالقا في ذهنه إلى أبد الآبدين... وانه حتى اذا تزوج ولم يوفق في زواجه فسوف يتحسر على هذه الفرصه الثمينه التي قدمتها له ساره على ورقة مطويه وليست طبقا من ذهب!! ولكن كانت فرصة العمر بالنسبة لفيصل وهي ان يتزوج قبل خمس سنوات وربما قد تزيد عما قدره في حساباته... ولن يحتاج إلى التخرج ليتزوج... إنشغل تفكيره طوال ذلك اليوم بدون محصله فقد كان يرى ان الزواج من ساره من سابع المستحيلات ولكنه إستمر يعدد محاسن ذلك الزواج وكلما تذكر أهله شعر بشعور البائس الحزين والذي لايعرف يرضي من؟؟ ساره أم اهله؟ ولو لم يتزوج ساره ماذا سيحدث ومن سيتزوج لاحقا؟
يعود بالتفكير بموضوع الانغلاق القبلي وكما أحب فيصل ان يسميه بالتقوقع... البنت لإبن عمها يبدو أن الباديه وحياة الصحراء قد لعبت في عقول البدو... وعندما نلقي نظره على امريكا والشعوب التي تطورت وخرجت منها العقول النيره لم تكن منغلقه ابدا ولم تهتم إلى تمييز قبلي صحيح انه كان لديهم عنصريه تجاه لون معين ولكن ليس تجاه قبيله معينه... فإن استمرينا على هذه العادات سنظل نغني ونردد "ياامة ضحكت من جهلها الأمم" ثم تنقطع افكاره عندما سجلت ساره دخولها في الماسنجر.. كان يدور في ذهنه سؤال تعجيزي ويود أن يسألها اياه "كيف ستقنعين اخيك بالزواج مني؟" ولكن ما ان هم بكتابته تذكر انها قد كتبت له في رسالتها أنها لاترغب في الحديث عن موضوع الزواج في الماسنجر وبالتالي هي تجبره ان يوافق وأن يراها مرة اخرى في البنك أو ان يكون لقائهما في مجمع الراشد هو الأخير...
تراجع عن سؤالها ورحب بها كالعاده وتحدثا قليلا.. ولم تكن أحاديثهما ممتعه بل غلب عليها طابع التحفظ وكل واحد منهما يخاف ان يزل لسانه فيتلكم في شيء لايرغب في الحديث عنه أو لايرغب الطرف الاخر في الحديث عنه. ضحكا ببرود ثم وبعد سرد ممل لأحداث يومهما قال فيصل لساره انه غدا سيسافر للرياض وعندما سألته عن السبب قال انه يرغب في تغيير جو وزيارة اهله كما انه يشعر بالملل من بقائة في الشرقيه... وكان يقصد بذلك الملل هو التفكير الطويل والمعقد والذي إزداد تشعبا في ذهنه والذي نشأ من بعد رسالة سارة أو الورقة المشؤومه...