السبت، 25 يونيو 2011

التضحية... الجزء الواحد والعشرون


-21-

-21-
حبيبتي : إن يسألونك عني
يوما، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
((...
يحبني...يحبني كثيرا ))صغيرتي : إن عاتبوك يوما
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم: ((أنا قصصت شعري
((...
لان من أحبه يحبه قصيرا
نزار قباني...

مضت عطلة نهاية الاسبوع سريعة كعادتها, واستطاعت سارة خلال يومين ان تقنع اخيها بأن ساره يجب ان تتزوج وتعيش حياتها, جائها في غرفتها يوم الجمعة ليلا وجلس معها في غرفتها وبينما كانت على مكتبها, جلس هو على سريرها.. وبدأ يحدثها عن زوجها ويسألها عن الشخصيه المجهولة “حنان” وقامت سارة بإختراع كافة التفاصيل حول حياة حنان وأخيها فيصل.. فهي قد جائت في دورة عمل من الرياض وان أخيها فيصل يعمل في الشرقيه في إحدى الشركات الصناعية.. استمر الحديث بين ساره واخيها طويلا فهو يقنعها ان لم يكن فيصل هو الشخص المناسب فهو سيبحث لها عن زوج غيره, ويذكرها برفضها لأحد اصدقائة الاعزاء على الرغم من معرفته الشخصية له.
إستطاعت سارة وخلال يومي الجمعة والسبت أن تقنع أخيها بموافقتها التامة بزواجها من أخ صديقتها حنان. كانت ساره تود أن تقابل فيصل يوم السبت لتخبره ان اخيها قد اقتنع بزواجها, وانه يرغب في ملاقاته قريبا ولكن أشغالها في البنك حالت بينها وبين الاتصال به. وفي يوم الاحد وبينما كانت سارة منهمكة في أعمالها رنّ جوالها وقد كان فيصل هو المتصل, ردت بسرعه وأخبرها بأنه لم يجد شخصا ليتناول وجبة الغداء معه فبعض اصدقائة قد إنتهوا من غدائهم في في إستراحة الغداء التي استغلها هو في نقل واجب من زميلة "ابو حيمد" والذي اصبح يتحاشاه بعدما قرر أن يرتبط بسارة والبعض الآخر يفضل القيلولة على الغداء. أخبر سارة عن كل هذه الأمور وسألها ما إذا كانت تود ان تكون رفيقته في الغداء...ضحكت هي وسألته عما إذا كان يستطيع تأخير وقت الغداء قليلا لأنها لن تستطيع الخروج في هذا الوقت ولديها الكثير من الاعمال وبكل تأكيد وافق وقال انه سينتظرها إلى العشاء لو أرادت...
خرجت من مبنى البنك وذهبا سويا إلى إحدى المطاعم ولما وصلا وجلسا مقابل بعضهما تفاجئ فيصل بشكل سارة!! وسألها بدهشة "شعرك...امممم اصبح قصيرا؟" ضحكت سارة وقالت "انا قصصت شعري ﻷن من أحبه يحبه قصيراً". اخبرته بأن اخيها يود لقائه وأخبرته بقصة الشخصية حنان واخبرته كافة التفاصيل عنها ثم قالت له إن حنان هي اختك وثم سألته عما اذا كان يستطيع الحضور غدا يوم الاثنين لمقابلة اخيها, ووافق هو على مضض, وقالت: إذا صديقتي رهف هي من سيلعب دور حنان وسوف تأتي غدا لنخرج سويا من البنك إلى بيتنا. أحس فيصل بالإرتباك نظرا لقرب الموعد وظهور شخصيتين جديدة في حياته, اخته الوهمية حنان, وأخ سارة الذي لايعرف كيف سيتعامل معه؟ طلبت منه أن يأتي ويأخذها من البنك برفقة صدقيتها رهف وبين قوسين حنان, ليتفقون في الطريق إلى منزل أخ سارة على كل التفاصيل..
تحدث مع رهف ولأول مره وتعرف عليها وتناشقا حول بعض الأمور واتفقوا على بعض التفاصيل الشخصية. دخلت ساره المنزل قبلهما, وبعد دقائق دقت رهف الجرس وقد كان اخ سارة مستعدا لإستقبالهما وفتح الباب ورحب بفيصل ودعاه وأخته للدخول, دخلت رهف وجلست مع دانه وسارة وبدأت تتبادل الأحاديث معهما, فشخصيتها المرحة والإجتماعية جعلت دانه تستمتع معها. فقالت دانه بينما كانت ساره في المطبخ "الصراحه أنني لم اسمع سارة تتحدث عنك كثيرا.. ولا أعلم من اسماء صديقاتها إلا رهف ونورة" ضحكت رهف(حنان) وقالت لها انها بسبب عملها في فرع آخر من فروع البنك يجعلها قليلة الاحتكاك بساره.
وفي مجلس الرجال, كان يجلس فيصل على الأريكة بطريقة رسمية ويتعذب في كل إلتفاته بسبب شماغه ولكي لايفسد شكله وترتيبه فهو قد أضاع ثلاث دقائق امام مرآة سيارته يرتب الشماغ. وكان يتبادل بعض الأحاديث مع أخ سارة ويخبره عن عملة وأشغالة كما كان فيصل قد إستعد لإجابة بعض الاسئلة المتعلقة بالعمل والوظيفة والراتب. استمتع فيصل بالحديث مع أخ سارة بعدما تغير محور الحديث عن العمل وأصبحا يتحدثان عن أحوال الناس والمستجدات وبعض الأنشطة الاقتصادية التي كان فيصل ملما ببعض جوانبها ﻷن ناصر يدرس اقتصاد وكان يقص على فيصل بعضا مما يدرسه ويربطها بأمثله على الواقع. وبعدما شعر فيصل أن أخ سارة لم يتطرق إلى الحديث عن سارة, تكلم فيصل عن رغبته في الزواج من سارة وشعر في ذلك الوقت بارتباك شديد ولكن ترحيب أخيها كان مريحا لإعصاب فيصل المشدودة ووعده بالموافقة القريبة واخبره بأنه سيتصل به قريبا, حالما يتفق هو واخته سارة على الزواج وأخذ رأيها بهدوء لكي لا يتكرر طلاقها للمرة الثانية. استأذن فيصل وخرج وخرجت رهف التي كان سواقها بإنتظارها خارج منزل اخ سارة وركبت مع السائق وركب فيصل في سيارته وذهب إلى الكورنيش, وجلس هناك يفكر في أكبر قرار قد إتخذه في حياته.
مرت ثلاث ايام ثم اتصل أخ سارة وقد اخبر فيصل بموافقته للزواج وانه متى ماكان فيصل مستعدا للزواج فليخبره لكي يتم عقد القران ضحك فيصل وفرح بالموافقه ثم قال "خير البر عاجله", واتفقا على يوم السبت. وبعدما اغلق السماعة من اخ ساره اتصل عليها واخبرها بأن عقد القران سيتم السبت فرحت هي بالخبر الذي قاله فيصل, ثم قالت له أنها ستحول له على رصيده مبلغ مالي لأجل ان يدفع المهر.واتفقا على موعد يوم السبت صباحا لترتيب كافة الامور.
مضت الايام, وبعد اتمام عقد القران لم يلتقي فيصل بساره, ولم يكن يجد وقتا مناسبا حتى للإتصال بها فكان يحاول ان ينسى او يتناسى انه متزوج على الورق من فتاة اسمها ساره كي يتمكن من ان يصب اهتمامه وجُلّ تركيزه على اختباراته. كان مشتاقا الى ذلك اليوم الذي سيأخذها إلى الشقة التي إستأجرتها ساره وبنفس كمية الشوق كان يشعر بالارتباك كلما تذكر انه قريبا سيحدث ذلك.
وبعدما انتهى من الاختبارات تم ترتيب الزواج بينه وبين اخيها بحيث ان يكون عائليا صغيرا ومبسطا حضرته رهف بشخصية حنان. وبعد يوم طويل وممتع اخذ معه زوجته ساره وذهبا الى شقتهما.

الأحد، 19 يونيو 2011

التضحية... الجزء العشرون



-20-
-20-
لم يستطع فيصل النوم في تلك الليلة وبقى طيلة يومه يفكر في قرارة الذي اتخذه بسرعة واثناء جلوسه امام البحر, ولم يأخذ وقتا للتفكير الجدّي في الزواج من ساره, على الرغم من انه كان دائم التفكير بالزواج منها إلا انه اعتبر ذلك التفكير لم يكن جديا كما فكر عند البحر واتخذ قرار الزواج وهو ما اعتبره قرار اعتباطي. فكر في المتعة التي سيجدها ثم فكر في المعوقات وفكر في طلاقة لسارة بعد التخرج. طال سهرة ولكنه لم يهتم كثيرا فيوم الثلاثاء لا يوجد لديه محاضرات وسوف يكون جدا مرتاح وسينام النهار بطوله.
إستيقظ على صوت ألمنبه. وإتجه وبعدما انتهى من اعمال روتينيه يقوم بها كل صباح, إلى جهازه المحمول والذي تركه يعمل قبل ان ينام لتحميل احد الافلام الجديدة في السينما الأمريكية. وبعدما فتح الماسنجر وجد ساره متصله, سبقته بالترحيب ورد عليها وتحدثا عن امور كثيرة لم يتحدثان عنها طيلة الاسبوع الماضي فسألته عن اختباراته وسألته عن الدكتور الممل وعن الخلاف الذي كان بينه وبين الدكتور.. سألته كثيرا وكانا مستمتعان معا هو يسأل عن اخبارها عن اعمالها وعن جديدها وهي تسأله عن اختباراته ودراسته.. وبينما كان يتحدث معها رّن جواله وكانت شهد هي المتصل اعتذر من ساره وذهب ورد على شهد وتحدث معها وضحكت على صوته الذي يدل على انه لايزال فوق سريره وبعدما تحدثا لأكثر من ربع ساعه ودعته ورجع هو إلى ساره وتحدث معها واخبرها انه ينوي الذهاب إلى الحلاق.. ضحكت هي وطلبت منه عدم الحلاقه حيث انها تعتبره اكثر وسامة بشعره الطويل وحتى سقوطه وتغطيته لجزء من جبهته.. أخجله تعليقها وقال انه سيذهب للحلاق لترتيب شعره وتنسيق الشعر وخصوصا من الجانبين ثم سألته سارة "لم تعلق على شعري على الرغم من ان الكثير يتحدث عنه, وبكل تأكيد يهمني رأيك اكثر من كل الناس :$ ؟"
 
ضحك فيصل مرة اخرى وهو يتذكر كيف كان شعرها ويتذكر شكلها ,ثم قال لها "هل تتوقعين أن أقول انه لم يعجبني؟ كيف يمكنني ذلك وساره هي من صففته؟" ضحكت كثيرا ثم قالت "اذا, سأذهب معك للحلاق لنحلق معا، ام يعجبك وهو طويل؟" قالتها وهي تحاول ان تعرف كيف هو يفضل شكل شعرها, فهو قابلها ثلاث مرات في كل مره كانت تصفف شعرها بطريقه تختلف عن الاخرى، قال "جميل شعرك وهو طويل, ولكن شخصيا افضل الشعر القصير وأتوقع انه سيناسبك كثيرا.. إلى أسفل رقبتك اعتقد انه سيكون جميل جدا؟" ضحكت وقالت "قالت لي ذلك صديقتي رهف ولكنني اعتقد الطويل اجمل ولم اجرب أن اقصره!!”
ودعها وخرج إلى الحلاق وبعدما إنتهى من الحلاق ورجع الى الشقة اتصلت به سارة على جواله واتفقت معه على الغداء غداً يوم الخميس حيث إنها هي ستكون في البنك لانها لم تكمل بعض الاعمال.. وافق سريعا ودون اي نقاش..
****
ساره أخبرت رهف بانا ستخرج للغداء مع فيصل وطلبت منها ان تقوم ببعض اعمالها. جلست رهف تعمل في مكتب ساره وكانت تنظر الى الساعة بين الفنية والاخرى, حتى دخلت ساره وقالت رهف ساخره "ساعتين غداء!! يبدوا انهم قد ذبحوا لك وفيصلك سمكةً كبيره" ضحكت سارة كثيرا ثم قالت "سبحان الله! من أخبرك بأن غدائنا كان سمكا مشويا" ضحكتا سويا ثم طلبت رهف من سارة وكعادتها دائما ان تخبرها بكل ماحدث...
جلست سارة وبدأت تقص على رهف منذ ان جلسا على الطاولة بجانب بعضهما ولم يجلسا كبقية الناس متقابلين, وقالت "تقريبا, اتفقنا على أكثر التفاصيل الصغيرة وكما انه هو من اختار موعد الزواج ودار بيننا حديث طويل عن الامور كلها, يوم الاثنين بعد القادم هو اختياره حيث إن إختبارات منتصف الفصل قد بدأت وبعدها سيتفرغ لي -قالتها بخجل ممزوج بضحك- وسوف ابدأ بالبحث عن الشقة المناسبة خلال هذه الفترة... فهو قد فاجئني بقرب الموعد وهو شي لم أكن اتوقعه من فيصل بالذات"
ضحكت رهف ثم قالت" انا اعرف شقة قريبة من منزلنا وجميله جدا دخلتها انا وأخي وبكل تأكيد ستعجبك, بالإضافة إلى جمالها فإنها لا تبعد عن منزلنا إلا شارعين فلن تجعلي فيصل يأخذك الى البنك, فسوف تذهبين معي. ولكنني الآن أريدك ان تبدأي في اقناع اخيك... فهي الخطوة الاصعب في زواجك من فيصل"
كان منزل اخيها لا يخلو من مشاكل ساره مع دانه, وكانت ساره تحاول ان تبتعد قدر الامكان من دانه وتتحاشها، وأصبحت تتجنب وجبة الافطار فصارت تقضي صباحها في غرفتها فهو أسلم لها, دخلت المنزل وقد كانت تجلس دانه في الصالة تشاهد احدى المسلسلات التركية جلست سارة معها ثم قالت "ألم تبقوا لي من الغداء ولو شيئا يسيرا؟" قالتها وهي تحاول ان تستفزها ولكي تجذب اهتمامها وتشغلها عن المسلسل, وبكل غضب قالت دانه "لا انتظري قليلا, فسوف اقوم لأعد لكِ ماتشتهين ولكن لم تقولي لي ماهو نوع عصيرك المفضل!!ضحكت ساره ببلاهة ثم قالت "عصير الأناناس مفيد جدا للهضم والعظام كما انه يعالج الكوليسترول, وطعمه شهي..” لم تكمل كلامها لتصرخ دانه بسبب ان سارة اشغلتها ولم تستطيع ان تتابع مسلسلها المفضل وقالت "رجاء دعيني اتابع وإلا..” لم تكمل كلامها وسكتت. جلست سارة ساكته تنظر إليها وهي تفكر في طريقة لفتح الموضوع منها... وبعد صمت لم يدم طويلا نطقت سارة "امممم... يبدو لي انكم قد مللتم من وجودي هنا..” انفجرت دانه ضاحكة ثم اتبعتها بكلمة "جداً جداً!!" ابتسمت ساره ووصلت للنقطة التي تريد ان تصل إليها عاجلا بعدما توقعت في انها ستعاني للوصول الى هذه النقطة لكن متابعة دانه للمسلسل وإندماجها مع الاحداث لم تكن تريد اي مقاطعة من المستفزة سارة!! ثم قالت ساره بطريقة جديه بعض الشيء حيث ابتسامة ساره لاتزال على محياها "دانه, سأخرج من بيتكم" نظرت دانه الى سارة بدون ان تلفت ثم قالت " إلى اين؟ ...لايوجد لديك في هذه الدنيا إلا اخيك حفظه الله" قالت ساره "آمين" وسكتتا مرة أخرى وبعد ان انتهى المسلسل صفصفت دانه شعرها وهمت بالوقوف قالت لها ساره "انتظري, اريدك في موضوع" جلست دانه باستنكار شديد فهي لم تعتاد على طلب مثل هذا من ساره ثم قالت ساره "قلت لك قبل قليل انني سأخرج من بيتكم" استغربت دانه واختفت ابتسامه كانت على وجهها ثم قالت " تخرجين إلى اين؟ ثم انني أعلم واقدر وضعك بانه لايوجد لديك الا أخيك ولذلك انا لااريدك ان تخرجين من بيتنا فأنتي جزء من عائلتنا...” شعرت سارة بإحراج شديد من كلام دانه وكانت وأحست بمشاعر اخويه تجاهها فعلى الرغم من كثرة الخلاف بينهما إلا ان كل واحدة منهما كانت تحب الأخرى وما يحدث بينهما كان يعتبر نتيجة للملل وخلاف اخوي كطفلتين تشد احداهما شعر الاخرى لأنها لمست إحدى عرائسها أو استخدمت ربطة الشعر الخاصة فيها.. قالت ساره بكل جديه " اشكرك يادانه على مشاعرك.. ولكنني اريد ان اتزوج" عجزت دانه عن كتمان ضحكتها ثم قالت "ومن يكون سعيد الحظ؟" قالت ساره بابتسامه خجوله "أخ صديقتي حنان, يبدو لي انك لاتعرفينها"
-نعم لا أعرفها..
-هي صديقتي وتعرفت عليها في اثناء تواجدي في احدى فروع البنك.
أُعجبت ساره بنفسها حين استطاعت أن تطبخ القصة بشكل سريع وبكل عفوائيه,, قالت رهف "وهل الخطبة في مبنى البنك تعتبر طريقة رسمية, ألا يوجد لديك اخ؟" ضحكت ساره وقالت لم أحب ان احرج صديقتي حنان وأخيها وقد اخبرتني صديقتي رهف في ان حنان اتصلت بها لتسألها عني... كما انني اخاف ان اخي لن يوافق... اتمنى ان تساعدينني!!" ضحكت دانه ثم قالت "انت من اليوم عدوتي لاتكلميني..-ضحكت قليلا ثم تابعت كلامها- وسوف اقنع زوجي الليلة!!" انفجرت سارة ضاحكه وعرفت ماهي خطة دانه ثم قالت لها ((ان كيدهن عظيم)) ضحكت دانه ثم قالت "لاتنسي انك تدخلين تحت (هن)” ضحكتا سويا وقامت دانه إلى غرفتها.

السبت، 11 يونيو 2011

التضحية... الجزء التاسع عشر +كلام كثير


-19-

-19-
انطلق فيصل إلى مبنى البنك وهو يفكر كيف يصيغ كلماته لسارة وكيف يخبرها بشروطه، وفوق هذا كله كان متحمسا لرؤيتها مجددا. بالنسبة لفيصل فالجلوس امام ساره ولو كانت صامتة فإن الصمت من ذهب ولو تكلمت فهي أجمل وأعذب من نطق.
***
بقي خمس دقائق، كانت رهف تجلس مقابل مكتب ساره وتتحدث مع إحدى الموظفات فقط لتمضية الوقت وتبرير وقوفها في ذلك الممر فهي كانت تنتظر وصول فيصل ولكنه لم يصل وتمر الدقيقة تلو الدقيقة, ولم يظهر فيصل, شعرت رهف بحزن شديد فهي تعلم قيمته لدى صديقتها سارة وتعرف أنه هو من جعلها تستمتع وتتغير للافضل حتى في ادائها الوظيفي. ساره اغلقت باب غرفتها وعلمت رهف في انها في ذلك الوقت تبكي بحرقه فهي تعلم ان سارة كانت متفائلة جدا بقدومه حتى مع انه كان يتهرب منها. كانت المرة الأولى التي تتواعد هي وفيصل على شيء ويتأخر عليها فهو بالعادة يسبقها، فقد تأخر اليوم ومضت سبع دقائق، في كل دقيقة كانت ساره تشعر بخنجر يخترق صدرها ويسحب النصل إلى الأسفل ويقطع أحشائها ويخترق قلبها.
اما فيصل فقد علق في زحام شديد وما أن تخلص منه حتى انطلق مسرعا وهو في طريق العزيزية إلتقط "ساهر" صورة له توضح انه كان منطلقا بسرعة 160 كيلو مترا في الساعة وقد وصل إلى البنك وقد تصبصب على جبينه بعض قطرات العرق فالجو كان حارا، كما ان فيصل لم يستخدم مكيف سيارته فهو لا يزال على النظام الشتوي ويخاف ان يستخدمه فيصاب بالزكام أو أن ترتفع حرارة سيارته فلا يصل إلى البنك. نزل عند باب البنك وحاول تعديل ملابسه التي لم يكن مستعدا ابدا لمقابلة ساره بمثل هذه الملابس وفكر في العودة إلى الشقة والاعتذار لاحقا من ساره، وعندما فكر بعمق توقع انه إن ترك سارة اليوم فقد لاتحصل له فرصة للحديث معها لاحقا. رمى قطعة العلك التي كانت يمضغها وصفصف شعره الطويل ودخل المبنى، بحث عن المكتب رقم 221 حتى توقف أمامه.
نظرت إليه رهف وقد شقت الابتسامة وجهها ثم طرق الباب بعد ان ألقى نظرة على ساعة جواله، ولم يتلقى ردا... طرق الباب عدة طرقات أخرى وبعدما شعر بالملل، هم بالمغادرة بعدما ظن ان سارة قد غادرت فهو قد تأخر عليها 12 دقيقة!! كانت رهف تراقبه من بعد وتتمنى لو انها تلحق به وتوقفه وتقول له أن ساره بالداخل، وبعدما خرج من مبنى البنك أصيبت رهف بإحباط شديد ورغبت في البكاء وتمنت لو انها تدخلت ولكنها لاتعرف لماذا وفي ذلك الوقت لم تمتلك الجرأة لكي تتحدث مع فيصل أو حتى مع ساره جلست على الكرسي المجاور، ودخل فيصل مرة اخرى وعاد يطرق الباب وظلت هي تراقبه بدهشة ثم مرّ موظف بجانبة فسلم عليه فيصل ثم سأله عما اذا كان هذا مكتب ساره؟ فأجاب الموظف بالايجاب.. وعاد فيصل ليسألة عما اذا كانت غادرت؟ قال له الموظف انه لايعتقد ذلك...
فضَّل فيصل محاولة فتح الباب فهذه المواقف بحاجه إلى بعض الشجاعة، فتح الباب بهدوء ثم نظر الى ساره فقد كانت قد وضعت رأسها فوق الطاوله وكانت تبكي وكان صوت شهقاتها مرتفعا. خنقتة العبره إلا انه تماسك, واغلق الباب كذلك بهدوء, لم يدري هل شعرت به ساره؟؟ أم انها لاتدري انه موجود هنا؟؟ إستمر ينظر إلى خصلات شعرها المتناثر ويسمع صوت بكائها كالطفلة التي تحاول كتم بكائها ولاتستطيع. ثم قال بصوت مليء بالحنان والاشفاق "ساره!" تحركت ساره قليلا ولم ترفع رأسها ثم عادت إلى وضعيتها باكيه وكأنها غير مصدقة وجوده، ثم قالها مره أخرى، فرفعت رأسها!! والتقت عيناهما، لم تكن مصدقة ماترى، مسحت دموعها سريعا ومن ثم وقفت وقالت "فيصل!!" وابتسمت فكانت ابتسامتها كأنها المطر قد اصاب ارض جدباء وبينما كان واقفا ينظر إليها بدهشة ولم يطول الوقوف بل قفزت ساره عليه لاشعوريا وعانقته وهي تبكي، وتقول "تأخرت علي اليوم!!" وتكررها, احاطها هو بيديه، وبينما هي كانت مسندة رأسها على كتفه والدموع تتساقط من عينيها قالت "ضننت انك لن تأتي و..." لم تكمل حديثها بل رفع فيصل رأسها بيديه وجعلها تنظر في عينيه ثم قال لها "انا احبك!!" استمرت تنظر إليه وهو ممسك رأسها بكلتا يديه إبتسمت ثم طبعت قبله على خده!! ثم قام هو وقبلها ومسح دمعتها التي كانت على خدها.
جلسا مقابل بعضهما وقد اخرجت ساره علبة شوكلاته من الدرج وقدمته إلى فيصل، وبعد محادثه بسيطه تحدثا عن احوالهما قالت ساره "ظننت في انك لن تأتي اليوم، لأنك وفي كل الايام الماضيه لاتتحدث لي مثل السابق. والآن انا سعيده جدا بموافقتك رؤيتك!!"
ضحك فيصل ورد عليها " طوال الايام الماضيه كنت افكر فيك صدقيني!! ولكن كنت أرى انني لا استطيع الزواج منك وكل الايام السابقة كنت لا أرى إلا المعوقات، حتى فكرت جيدا وعرفت الطريقة المناسبة للزواج منك!!" احس فيصل بالإحراج الشديد وهو يقول كلمة الزواج!! إبتسمت ساره ثم سألته عن كيف يريد ان يتم الزواج وما هي الطريقة التي يقول انها مناسبه.صمت فيصل طويلا.. كان يفكر في كيفية ايصال فكرته لساره دون ان يجرح مشاعرها وبعد صمته تحدث " أنا ياساره لن أخبر احدا في زواجي منك و..." قبل ان يكمل جملته قاطعته سارة قائلة "صدقني ذلك ماكنت اريده، لست اريد ان يعرف احد بزواجنا" نظر فيصل إلى عيني ساره ثم ابتسم وقال "ولكن لدي كذلك شروط واتمنى ان توافقي عليها" ضحكت ساره وقالت "انت تأمر يافيصل!" ابتسم بخجل ثم قال بعدما اختفت الابتسامه فجأه "سأتزوجك بشرط ان اترككِ بعد تخرجي من الجامعه أي بعد حوالي ثلاث سنوات" نظر إليها بحزن وهو يعلم انه سيذيقها تجربة تشبة زواجها الاول الذي طلقها! نظرت هي إليه ثم قالت "ولماذا؟"
-
لأني لان اخبر اهلي بزواجي منك، وبعدما اتخرج سأتزوج مرة اخرى!
-
انا موافقه. وصدقني ذلك ماتوقعتة منك, وهل لديك ماتخبرني به ايضا؟
-
نعم
بدهشة شديدة قالت "ماذا؟؟"
-
انتي مدعوه اليوم على الغداء!!
ضحكا سويا وثم قالت "ثواني البس عبائتي وارتب مكتبي" وقامت ترتب بعض الاوراق ثم قام فيصل يساعدها ويرتب معها اعمالها ثم جلب عبائتها المعلقه بجانب الباب والبسها إياها ثم خرجا سويا.
ركبت معه في سيارته وذهبا إلى مطعم (بيتزا هت) حيث كان قريبا من البنك وفي اثناء جلوسهما وحديثهما رنّ جوال فيصل وكانت شهد! إرتبك فيصل قليلا ورفض المكالمة، تكرر اتصالها وفي كل مره يقطع المكالمة حتى قالت له ساره "رد، فربما يريدك احدهم في موضوع مهم" قال فيصل "لا يوجد لدي الآن ماهو اهم منك" بعدما انتهيا من غدائهما وعادا إلى مبنى البنك قالت ساره لفيصل"يجب ان نتحدث عاجلا وقريبا بخصوص...” وقبل ان تكمل كلامها ضحك فيصل وقال "بكل تأكيد!! ويا حبذا لو انتهينا قبل بداية الاختبارات" ضحكت سارة وودعته وافترقا,,

=============
تاخرت عليكم... أعترف,,,
لي كم يوم وانا ابغى اكتب تدوينة عاديه مافيها ساره وفيصل لكن كلما اتذكر القصه أوقف والغي الفكره...
طبعا القصه الآن ابشركم اكتملت على جهازي فقط تنتظر بعض التعديلات اللي تصير في وقت تنزيل القصه... يعني اغلاط املائية وبعض الكلمات التي تحتاج تغيير او بعض الجمل تحتاج ترتيب<< وش بقى,,,
المهم مثل ماقلت انه ودي انا اكتب تدوينات ثم الغي الفكره عشان القصه حتى اني اليوم ماكنت ناوي اني انزل جزء... حتى جائت الشعرة التي قصمت ظهري وليس ظهر البعير... اختبرت اليوم بلا فخر مادة هندسة ميكانيكة... ذاكرت مده طويله للاختبار وفي الاخير سؤال عليه 25 درجه من100 تركته فارغ... الوقت ماكفاني وانا شخصيا كنت اتوقع ان الاختبار سينتهي بعد نصف ساعه... ولكن تفاجأت من الدكتور ((البارد)) يسحب الورقه.. اتذكر جدتي يوم كانت تقول تقول لي وشو مهندس ميكانيكي هندي جالس في حفرة زيت ويحوس في السيارات. والله اتوقع الهندي اللي في حفرة الزيت احسن مننا...عموما اتوقع اني لعنت المادة كثيرا فلن العنها هنا واجرح مسامعكم بكلمة خارجه عن النص...
ننتظر الدرجات والله يستر... شخصيا كنت على امل اني اجيب درجه حلوه بالماده... اما الان اقول ان شاء الله الدكتور يصير كريم "جدا" ويعطيني c+ أو c. بعد ثلاث سنوات قضيتها بلا فخر في جامعة الملك فهد... لم اعد اشعر بأني طالب ابدا أو حتى آدمي حرّ.. الله يعدي السنتين ونص الجايه على خير...وان شاء الله نطلع بكامل قدراتنا البشريه... من يصدق ان امس الجمعة جميع طلاب الجامعة تقريبا كان عندهم اختبار... ولا يوم راحه!!
خلونا من جامعتنا الغبية ذي وضيقة الصدر حقت الاختبارات... الزبدة وحشتوني وانا من زمان ودي اكتب فيذا بس مالله اراد... كان ودي أخلي ذي القصه كتاب مطبوع وتواصلت مع احد دور النشر وقالوا لي ضبطها املائيا وكذا وراجعها وجبها... عاد بديت من اول الاجزاء وعدلت اول جزئين بعدين بدت الاختبارات ووقفت  ومليت... اشتقت للتدوين واحب اقول لكم ترى الجزء الاخير هو الجزء رقم 22 ((خبر حصري))ههههههه
الله يجعلني دائما اراكم بحاله تسرني وتسركم... اليوم قد اكون متشائم ولكنني فضلت ان افضفض هنا